ربما تندهش عزيزي القارئ من هذا العنوان الانهزامي وخاصة إذا أخذنا الحديث عن انتصارات أكتوبر التي اعتدنا أن نحتفل بها فى أوائل هذا الشهر من كل عام ولكن على غير المعتاد يدعونا المجلس العسكري إلى الاحتفال بانتصارات أكتوبر في أواخر هذا الشهر حيث أن ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو ما قرأته صبيحة اليوم فى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ويتمثل فى الآتي: *رفع العلم المصري على أطول سارية في العالم ويبلغ ارتفاع العلم الذي سيوازي برج القاهرة، 176 مترا، وأبعاده 12 مترا في 15مترا وستدخل به مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية.. رفع العلم نيابة عن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى اللواء محسن الفنجرى، ويتزامن ذلك مع قيام المحافظين بكل أنحاء محافظات جمهورية مصر العربية برفع العلم المصرى في محافظاتهم فى نفس التوقيت، حيث تقام مهرجانات واحتفالات شعبية . يحضر الاحتفالية لفيف من الوزراء وقيادات القوات المسلحة والشرطة والشخصيات العامة والجمهور . كل ماسبق هذا شئ طبيعى لا يعدو كونه احتفال بانتصارات اكتوبر نرحب بها ولكن الادهى ان تقرأ بين طيات الصحف ونصوص الكلمات *ان هذه الفاعليات التى تهدف إلى جذب أنظار العالم لتؤكد أن مصر بعد 25 يناير قادرة على أن تحتل موقعها الريادى فى منطقة الشرق الأوسط والعالم وأنها تتمتع وبرغم ما تمر به من أحداث عرضية بالأمن والقدرة على التميز . هل الرياده التى يقصدونها تأتى بحصد ارواح الابرياء على طريقة خالد سعيد ؟؟ هل الريادة تتمثل فى تحويل المدنينن الابرياء الى محاكم عسكريه ؟؟ وترك الطغاة امام المحاكم المدنية ؟؟ هل هذه هى الرياده المنشوده التى قامت من اجلها الثورة !! هل سيرفع المحافظين العلم فى كل المحافظات فى نفس الوقت بينما القمامه تملئ الشوارع ولم يفكروا ابدا فى رفعها ؟مع الفارق فى التشبية هل ضحى اكثر من الف شهيد بارواحهم من اجل دخولنا موسوعة غينيس العالمية ؟ وهل ستتكرر هذه الاحتفالات يوم 25 من يناير القادم احتفالا بانتصار الثورة التى راح ضحيتها شهداء ليسوا اقل بطوله من ابطال 73 ؟ هل يقف المشير واعضاء المجلس العسكرى والمحافظين وقيادات القوات المسلحه والشرطه دقيقه حداد على ارواح الشهداء ورفع علم مصر وسط تهليل وتكبير الجمهور وامهات الشهداء اصواتهم ترتفع بالزغاريد ومآذن المساجد تمتلئ بالتكبيرات واجراس الكنائس يسمع دويها وتقام المهرجانات فى الشوارع فى جو يملؤه السلام الاجتماعى بعدما اكتمل نصاب الدوله وقوامها وتم محاسبة الفاسدين وعاد الاقتصاد المصرى معافى حتى اصبحت كبرى الشركات فى العالم تلهث وراء مصر لتفتح لها يدها لتثتثمر فيها وعاد الاعلام المصرى كما لم يكن من قبل للرياده واصبح المواطن البسيط يشعر وكأنه هو الذى يتحدث على لسان مقدمى البرامج وعاد ضباط الشرطة الى عملهم الحقيقى ألا وهو الحفاظ على أمن المواطن بعدما كانوا يحافظون على أمن الرئيس وعادت القوات المسلحه لثكناتها لتقوم بعملها الجليل ألا وهو حفظ الوطن بعدما كادت ان تقع فى فخ حب السلطه وترك مهمتها الشريفة ام سيأتى هذا اليوم الذى نرفع فيه علم مصر فوق رؤسنا ونضع مصر تحت اقدامنا بحجة اننا رائدون فى رفع الاعلام ليس فى المنطقه فحسب بل فى العالم كله واجدد مخاوفى ايضا ان يكون الفرق بين ثورة يوليو 52 و25 يناير هو تغير مواضع الارقام فقط ولكن يظل صوت صديقى يتردد فى اذنى وهوا يقول )) بعون الله احنا اللي هانحبط الاحباط نفسه))