قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إنه بعد احتلال الطلاب لمبنى البرلمان التايواني لمدة أسبوعين، قام نحو 500 ألف مواطن من المعارضين لمعاهدة التجارة الحرة بين تايوانوالصين بتنظيم مسيرات في شوارع العاصمة تايبيه. ورأت الصحيفة أنه إذا كانت الثورة البرتقالية قد اندلعت في أوكرانيا، فإن تايوان تعيش حاليًا ثورة عباد الشمس، والقاسم المشترك بين الثورتين هو الدفاع عن الديمقراطية. ففي تايوان، يتعلق الأمر بمقاومة رغبة الصين التي يشجعها موقف الرئيس التايواني "ما يينج جيو" تجاهها، وقد سعى هذا التقارب مع بكين إلى دفع اتفاقية التجارة التي تخطط لفتح جزء كبير من قطاع الخدمات التايوانية للمستثمرين الصينيين. فبعد احتلال البرلمان في 18 مارس الماضي، وفشل احتلال مقر الحكومة، في 23 مارس، دخلت حركة عباد الشمس يوم الأحد الماضي في مرحلة جديدة، فقد سار نحو 500 ألف شخص، وفقًا للمنظمين، نحو القصر الرئاسي في تايبيه، في تجمع لم يسبق له مثيل. ونقلت الصحيفة عن "لي تنج هوي" الرئيس التايواني السابق قوله "على مدى الأيام القليلة الماضي، أظهر هؤلاء الشباب حماسهم للشعب، وإصرارهم الذي لا يتزعزع على الدفاع على اعتقاداتهم وإيمانهم بالمستقبل، كما أظهروا للعالم حيوية الديمقراطية في تايوان، وأثبتوا لنا أنه لا يزال هناك أمل للشعب". و"تنج هوي" هو رائد الإصلاحات الاقتصادية في 1990، ومنذ بداية الأزمة، لا يتوقف عن التأكيد على أن إدارة "ما يينج جيو" ينبغي أن تستمع إلى الشباب في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين ارتدوا ملابس سوداء؛ احتجاجًا على الديمقراطية المسحوقة وردد البعض هتافات مناهضة لحزب الكومينتانج الحاكم بينما ردد البعض الآخر أغاني وأمسك الجميع بزهرة عباد الشمس في أيديهم، واتحد الجميع على نقطة واحدة هي الدفاع عن القيم الديمقراطية. ودعا أحد زعماء الطلاب "لين فاي فان" إلى "إنشاء جمعية تأسيسية من المواطنين"، وهي خطوة لتدعيم أفضل للديمقراطية في تايوان. وأوضحت الصحيفة أن المعارضة تخشى أن تتسبب المعاهدة في إضعاف شركات الخدمات التايوانية الصغيرة، التي تمثل شريان الحياة الاقتصادية للجزيرة، عندما تواجه المجموعات الصينية الكبيرة، كما يخشى المحتجون أيضًا من قبضة بكين على بعض القطاعات الحساسة مثل النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية، مع عواقب قد تقع على الحريات الفردية، فمع جعل تايوان أكثر اعتمادًا على الصين اقتصاديًا، قد تطالبها بكين بإجراء تنازلات سياسية.