نشرت جريدة "الإندبندنت"، مقالا حول العلاقات الأمريكية السعودية، بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للمملكة، تحت عنوان "أمريكا تدفع ثمن مساندة أل سعود بينما تبدأ التصدعات الداخلية". ويقول المقال إن "أوباما" طار إلى السعودية ليحاول ترميم العلاقات معها حيث تتركز الخلافات على نقاط أساسية، فالرياض لا ترضى عن قرارات واشنطن بالحوار مع إيران، وتوقيع اتفاقات معها بخصوص برنامجها النووي، كما ترفض أيضا عدم خوض واشنطن الحرب في سوريا للإطاحة بنظام "الأسد". ويضيف المقال أن واشنطن من جانبها لا تشعر بالرضي عن تمويل الرياض الجماعات المعارضة الإسلامية في سوريا، مثل جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتتناول الصحيفة ما تسميه غرابة التحالف الأمريكي السعودي من الأساس، لأنه جرى بين "نظام ملكي ديني رجعي"، وبين دولة تعتبر نفسها قائدة للعالم الديمقراطي العلماني. ويستعرض المقال ما يصفه بالقرارات السعودية الخاصة بدعم الجماعات الإسلامية، مثل أنها غضت الطرف عن سفر السعوديين إلى سوريا للانضمام لجبهة النصرة و"الدولة الإسلامية"، حتى بلغ عدد السعوديين المقاتلين هناك أكثر من 2500 شخص ثم قامت الرياض بعد ذلك بإعلان أنها ستعاقب من يعود منهم بعقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاما. هذا التراجع في السياسة السعودية قد لا يفلح في دولة أغلب شعبها يشعر بالتعاطف مع المقاتلين في سوريا ضد نظام "الأسد"، وهو ما بدأ يشكل انتقادا للعائلة المالكة في منتديات الإسلاميين على الإنترنت، والتي بدأت تنشر صورا للملك "عبد الله" يقلد "جورج بوش" قلادة المملكة، مع عنوان تحتها يقول "تكريم لغزو بلدين مسلمين". وتختتم الصحيفة مقالها قائلا "العائلة المالكة السعودية نجت من انتفاضة 2011 دون مشاكل داخلية، ومنذ ذلك الحين قطعت شوطا كبيرا في إعادة الأنظمة القمعية في المنطقة العربية لكن المملكة نفسها أصبحت أكثر انقساما وأقل استقرارا من أي وقت مضى".