قالت مجلة "ليكسبريس" الفرنسية إن ولاية غرداية الجزائرية يجتاحها الخوف؛ نتيجة الاشتباكات الدامية التي تندلع بين البربر والعرب، فمنذ وقوع أعمال العنف الأخيرة، صار قلب المدينة، المصنفة ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، مشهدًا لحالة من والأسى، حيث احترقت العديد من المحال التجارية والمنازل، وصارت المدينة محاطة بقوات الأمن. ولفتت المجلة إلى أن المواطنين العرب والبربر كانوا متعايشين سويًا، حيث يشير طبيب ينتمي إلى المذهب المالكي في غرداية إلى أنه "خلال نحو عشر سنوات، شهدت المدينة موجات توتر، إلا أنه في كل مرة، كان حكماء الطائفتين ينجحون في إعادة الهدوء، إننا لم نصل أبدًا إلى هذه المرحلة من العنف". وأكدت المجلة أنه يضاف إلى التوترات الطائفية بلاء آخر، فغرداية تقع على طريق تهريب المخدرات، وهو ما تسبب في تشكيل الجماعات الإجرامية، التي يشكو منها الأمازيغ والشعانبة. ويقول صالح الشيخ أستاذ القانون الأمازيغي بجامعة غرداية "إنهم هم الذين تسببوا في إغلاق المحال التجارية وإصابة النشاط التجاري بالشلل نتيجة هجماتهم"، مضيفا أن غرداية، عاصمة وادي مزاب التي "لم تكن سوى مدينة عبور" للمخدرات التي تأتي من جنوبالجزائر والمغرب، صارت "مدينة استهلاك". ونقلت المجلة عن فاطمة أوصديق المتخصصة في علم الاجتماع ما ذكرته لصحيفة "الوطن" الجزائرية إن هذه الشبكات قد تساهم في زيادة اشتعال الخلافات بين الطوائف. واختتمت المجلة بأن جميع المراقبين يتساءلون حول فشل قوات الشرطة المحلية، فالأمازيغ يتهمونهم بالسماح بنهب تجارتهم وأحيائهم، لافتة إلى أنه خلال موجة العنف التي اندلعت في فبراير، لم يعد النظام إلا مع وصول الشرطة التي أرسلت من الخارج.