قالت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم، إن الأزمة الأوكرانية اختبار آخر للرئيس "باراك أوباما" خلال فترة ولايته الأخيرة، حيث من المحتمل انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا، موضحة أن هذه الأزمة بداية لحرب باردة جديدة مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" العازم على إعادة بعض مظاهر الاتحاد السوفيتي السابق. وتساءلت الصحيفة حول ردة فعل الشعب الأمريكي حال قرر الرئيس"أوباما" التدخل في أوكرانيا، رغم العواقب الاقتصادية ومشكلات الأمن القومي التي تواجهها واشنطن، ولكن يقول "ديفيد بروكش" عمدة ولاية نيويورك:" لا أعتقد أن يقوم الرئيس بتدخل عسكري، فهو يحاول دعم أوكرانيا بطرق مختلفة كصندوق النقد الدولي وغيره". وأشارت إلى أن شبكة "سي إن إن" الأمريكية أجرت استطلاعا للرأي نهاية الأسبوع الماضي، حول موقف الأمريكيين من الإجراءات التي يتخذها "أوباما" في أوكرانيا، وأوضح الاستطلاع أن 48% من الأمريكيين يؤيدون قرارات البيت الأبيض، في مقابل رفض 43%. وذكرت الصحيفة أن 52% يعارضون المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا، 56% يؤيدون العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، أما المساعدات العسكرية فعارضها أكثر من 75%. ويقول "كينتج هولاند" المسئول عن استطلاع الرأي:" الأمريكيين الأكبر سنا دعموا العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، ولكن 35% من الصغار يرفضونها، فالفجوة بين الأجيال تلعب دورا مهما، فذكريات كبار السن تكمن في الخطر الرئيسي الذي شكله الاتحاد السوفيتي على الولاياتالمتحدة، أما الصغار لا يتذكرون حتى ما هي الحرب الباردة". وأوضحت الصحيفة أن صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "أي بي سي نيوز" قاما بنفس الاستطلاع، والنتائج كانت متشابهة، مما يؤكد مدى الفجوة بين الأجيال التي ظهرت مرة أخرى . ولفتت إلى أن الجمهوريين في الكونجرس ينتقدون "أوباما" بسبب سياسته تجاه أوكرانيا، حيث يدعو السيناتور "جون ماكين" إلى إرسال أسلحة ومدربين عسكريين إلى كييف في أقرب وقت ممكن، موضحة أن بعد عشر سنوات من الحرب في العراق وأفغانستان والتي شارك فيها الأمريكيون صغار السن، سيكون ذلك التدخل صعبا.