أصدر المركز القومي للترجمة مؤخرا الترجمة العربية لكتاب ” كيف نفهم سياسات العالم الثالث: نظريات التغيير السياسى والتنمية” لمؤلفه الپروفيسور البريطانىّ بى. سى. سميث وترجمة خليل كلفت . ويقدم الكتاب مدخلا شاملا ونقديا إلى النظريات الرئيسية للعلم السياسىّ المستخدَمة لفهم التغيير السياسى فى البلدان النامية، ويقدم الكتاب اجابات لجملة من التساؤلات المطروحة على الساحة كما يزيد من حجم التساؤلات القائمة بشأن طبيعة ما يجري في “ربيع المجتمعات العربية ” ساعيا إلى الاشتباك مع ما تقدمه من ظواهر ويتضمن الكتاب تفسيرا وافيا للمصطلحات المتداولة على نحو واسع في الادبيات السياسية المعاصرة ومنها مفاهيم ، البيروقراطية والجهاز الاداري للدولة ، والتحديث والتنمية الاجتماعية والاستقلال السياسي والتبعية والطبقة، ويستعرض نظريات التبعية ويقدم فهما عميقا لمعنى ” الانقلاب العسكري ” في دول العالم الثالث، وكذلك يبحث في الدور الذي تلعبه القوات المسلحة في تلك المجتمعات ، مستعرضا العلاقة بين الحراك الاجتماعي والتدخل العسكري في الشأن السياسية وبالاضافة الى هذه الموضوعات الإشكالية يفرد الكتاب مساحة مطولا للبحث فيما يسميه الثورة وعدم الاستقرار وعمليات المأسسة السياسية في العالم الثالث وما يعرف بثورات ” الموجة الثالثة “، حيث يبحث التأثيرات الخارجية في أزمنة التحول الديموقراطي ويُلْقِي الكتاب أيضًا نظرة عامة على المجموعة المتنوعة من المؤسسات والعمليات فى العالم الثالث، اذ يقدِّم تقييمًا نقديًّا للأُطُر التفسيرية الرئيسية التى يستخدمها العلماء السياسيون لفهمها. ويدعم المؤلف مناقشته على طول الكتاب بأمثلة معاصرة مختارة بعناية من مختلف أنحاء العالم ويصف خليل كلفت، مترجم الكتاب، موضوعه قائلا “ هو بمثابة موسوعة مصغرة عن العالم الثالث اليوم وهو كتاب بالغ الفائدة لدراسي العلوم السياسية وللنشطاء وممارسي العمل العام الراغبين في تجاوز النظرة القومية الضيقة اذ يضع قارئه أمام تجارب أوسع للتحول الديموقراطي “ ويرى كلفت أن الكتاب يفكك كذلك ما يسمى ب ” متلازمة ” الاستقلال السياسي الدستوري والتبعية الاقتصادية اللذين صارا قدر العالم الثالث ومصيره في غياب مخرج حقيقي من هذا المأزق، وينتهى الكتاب إلى بحث عدم الاستقرار الذى يصيب البلدان الفقيرة بكوارثه، موضحا الشروط الاجتماعية والسياسية المطلوبة لاستقرار الديمقراطية فى بلدان العالم الثالث