شهور معدودة ويبدأ «ماراثون الرئاسة»، وحتى الآن، تنحصر المنافسة بين عدائين اثنين لا ثالث لهما،هما؛ المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وحمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، فى ظل تكهنات باعتذار الأول عن خوض السباق. وبين هذا وذاك، دُشنت حملات انتخابية لتدعيم الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء فى عهد مبارك، والفريق سامى عنان، رئيس الأكان فى عهد «مجلس طنطاوى»، وخالد على، المحامى العمالى، ليبقى الماراثون الرئاسى حتى الآن لغز يعصى على الأفهام. واللافت للنظر، بقاء المشير السيسى فى منصبه كوزير للدفاع، رغم استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوى، مما يطرح العديد من التساؤلات حول ترشح السيسى للانتخابات أم اكتفائه بمنصبه كوزير دفاع وقائد أعلى للقوات المسلحة. «البديل»، استطلعت أراء عدد من السياسيين والحزبيين، بشأن تلك التساؤلات، ورأى بعضهم على أن الشارع المصرى لا يرى إلا «السيسي رئيسًا»، والاختيار الثاني لابد أن يكون عسكريًا، حسب رأيهم. فى البداية، قال الدكتور يسري العزباوى، الخبير السياسي بمركز الأهرام لدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه لا مجال للحديث عن عدم ترشح «السيسى» للرئاسة، لأن الترشح أصبح واقعًا سياسيًا له شواهده وترتيباته، حيث يجري الترتيب لتسليم الفريق صدقي صبحى وزارة الدفاع خلفًا للسيسى. «العزباوى» أضاف، أن عدم ترشح السيسي يعنى أنه «على المؤسسة العسكرية البحث عن بديل له، وهو أمر غاية في الصعوبة ولا توجد دلائل على إمكانية حدوثه»، وتابع: «مصر في مرحلة حرجة لغاية وتحتاج لرجل مثل السيسى». من جانبه، استبعد أبو العز الحريرى، المرشح الرئاسي السابق والقيادى بحزب التحالف الشعبى الإشتراكى، عدم ترشح «السيسى» للرئاسة، قائلاً: «لا أحد في الوقت الحالي يستطيع إدارة البلاد سوى المشير السيسي، فهو من وضع خطة لمكافحة الإرهاب، وهو الوحيد القادر على إكمالها». ورأى «الحريرى»، أن هناك عدد من الشباب فى الحملات المنافسة ل«كمل جميلك»، يحاولون الترويج لأقاويل «عدم ترشح السيسى فى الانتخابات»، لجذب المواطنين لمرشحيهم الرئاسيين. من ناحية أخرى، أكد عمار على حسن، الباحث السياسى، أن هناك قيودًا حول ترشح المشير عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يعطى احتمالية لعدم خوضه السباق الرئاسى. «حسن» طالب المشير السيسى بمصارحة الشعب المصرى بشأن مسألة خوضه للسباق الرئاسى من عدمه، مرجعًا سبب تأخر «السيسى» فى الإعلان عن ترشحه للرئاسة، هو تغير اتجاهات الرأى العام، ونفى المزامع التى تردد عن رغبة المؤسسة العسكرية فى السيطرة على مقاليد الحكم فى البلاد، قائلاً: «هذا مجرد افتراء».
