استنكرت النقابة العامة للأطباء، تصريحات حافظ أبو سعدة – رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان – التي قال فيها: إن إضراب الأطباء يضر بالمرضى الفقراء. وأعربت النقابة – في بيان لها اليوم "الاثنين" – عن استيائها من ادعاءات أبو سعدة بأن المرضى يتم طردهم من المستشفيات الحكومية، بل ويطالب الأطباء بالالتزام بالمعايير الدولية للإضراب. وفند بيان النقابة تصريحات أبو سعدة التي وصفها بال«ادعاءات التى من شأنها تضليل الرأى العام واستعدائه ضد الأطباء»، قائلة: إن إضراب الأطباء هو إضراب جزئي لا يشمل حالات الطوارئ والرعاية المركزة والحالات الحرجة والعمليات الطارئة والحضانات وكل ما هو طارئ ولا يحتمل التأجيل أو الانتظار، ويتم خلاله توقف العيادات الخارجية والعمليات غير الطارئة فقط، أى إن المستشفى تعمل مثل أيام الجمعة والعطلات الرسمية، فهل يموت الفقراء في أيام العطلات؟ وأضافت النقابة أن نضال الأطباء من أجل مطالبهم المشروعة (كما أورد بنفسه)، يعنى أن المرضى هم ضحايا نفس المنظومة الصحية التى تظلم الطبيب والمريض معا، لذلك لم ولن يوجه الأطباء ضغوطهم للمرضى، بل حاولوا خلال إضراباتهم جميعا إيصال رسالة مفادها "أنقذوا المريض والطبيب من براثن منظومة صحية تقتلهما معا". وتابعت: إن إضراب الأطباء الجزئي يتم وفق الأعراف الدولية المنظمة له، وقد نظم الأطباء في دول كثيرة تحترم حقوق الإنسان إضرابات مماثلة (مثل ألمانيا)، ولم نسمع من يقول إن إضراب الأطباء يقتل المرضى. وتساءلت النقابة في بيانها: هل تتذكر منظمة حقوق الإنسان حق الفقراء والمرضى في العلاج فقط وقت إضراب الأطباء؟ لماذا لا تتذكرهم وهم يموتون بحثا عن أسرَّة رعاية مركزة وحضَّانات؟ لماذا لا تتذكرهم وهم يتعرضون للعدوى في مستشفيات تفتقر لأبسط قواعد مكافحة العدوى؟ لماذا لا تتذكرهم وهم بلا غطاء تأمين صحي اجتماعي شامل؟ لماذا لا تتذكرهم حينما يذهب المسئولون للعلاج بالخارج تاركين الفقراء للموت في مستشفيات حكومية متهالكة؟ ودعت النقابة أبو سعدة، للتعاون والدفاع عن حقوق المرضى والمواطنين في علاج حقيقي يحفظ آدميتهم ويحترمهم، ولا يفرق في تلقي العلاج بين غني أو فقير، وذلك هو من صميم حقوق الإنسان.