أكد رضا الدنبوقي المدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية ل "البديل" أن الختان الذي يجري في مصر بصوره المختلفة عدوان على السلامة الجسدية والنفسية للمرأة، ويشكل جريمة جنائية بمقتضى أحكام قانون العقوبات المصري، وتتوقف درجة العقوبة على جسامة ونوع الجريمة. وحذر من أن ختان الأنثى قد يكون سببًا لوفاتها، فتتحقق أركان جريمة الجرح المفضي إلى الموت المؤثمة بنص المادة 236 فقرة (1) والتي تكون العقوبة فيها بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنوات. أما إذا لم يؤدِّ الختان إلى وفاة الضحية، فإنه قد يحدث لها عاهة مستديمة تجرم بنص المادتين 240 و 242 مكرر من قانون العقوبات، والعقوبة تتراوح هنا بين ثلاث وخمس سنوات، ويسأل عن هذه الجريمة كل من شارك فيها من الأسرة والأأطباء أو الممرضات أو الدايات وغيرهم؛ لأن الجهاز التناسلي الذي تم بتره أو نهكه كان في شكله الطبيعي الذي خلقه الله لأداء وظيفته الطبيعية ولم يكن به مرض ولا هو سببًا لمرض، ولا يسبب ألمًا من أي نوع يستدعي تدخلاً جراحيًّا. وأوضح الدنبوقى أن المساس الجراحي بهذا الجهاز على أي صورة كان الختان عليها لا يعد في صحيح القانون علاجًا لمرض أو كشفًا عن داء أو تخفيفًا لألم قائم أو منعًا لألم متوقع مما تباح الجراحة بسببه. وأشار إلى أن المركز يتابع تحقيقات ضحايا الختان، ومنها مؤخرًا الطفلة سهير الباتع محمد ضحية ختان أجا بمحافظة الدقهلية، والمقيد بشأنها المحضر رقم 2871 لسنة 2013 إداري أجا، "ونؤكد أن تلك الوقائع تتم بالمخالفة للقانون والقرار الوزاري رقم 261 لسنة 96 وقرار وزير الصحة رقم 17 الصادر في أكتوبر لعام 2010، ويجب على الدولة الالتزام بقراري الأممالمتحدة رقمي 25 و44 المؤرخين في 20/11/1989 في المادة الرابعة والعشرين (بأن تقوم الدول باتخاز التدابير المناسبة للقضاء على الممارسات التقليدية التي من شأنها الإضرار بصحة الطفل)". وأكد الدنبوقى أنه "من المؤسف أن تكون مصر أولى دول العالم فى نسبة ختان الإناث، وحسبما جاء فى تقرير الصحة العالمية فإن 91% من بنات مصر مختتنات، معربًا عن أنه كان على الدولة والأجدى لها أن تستجيب لكثير من مطالب منظمات المجتمع المدني وتجريم الختان دستوريًّا كما فعلت دولة الصومال، وعدم الاكتفاء بالنص الهزيل للمادة 242 مكرر من قانون العقوبات". تجدر الإشارة إلى أن العالم يحتفل فى 6 فبراير من كل عام باليوم الدولي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) في إطار السعي لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث، وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق العالم المختلفة.