نشر الكاتب الصحفي "توماس فريدمان" مقالا له في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وقال إنه لبعض الوقت تساءل لماذا لم تحدث انتفاضة ثالثة فلسطينية في الضفة الغربية، حيث أن الانتفاضة الأولى قد حفزت عملية أوسلو للسلام، والثانية أدت لإنهيار أوسلو، والفلسطينيون يفسرون عدم قيامهم بانتفاضة ثالثة بأنهم فقراء جدا، أو منقسمين، أو متعبين أو أنهم أدركوا أن الانتفاضة أضرتهم أكثر ما نفعتهم، وخاصة الانتفاضة الثانية. وأضاف أنه يتوقع انتفاضة ثالثة لكنها ليست بالحجارة أو التفجيرات مثل السابقتين لكنها أكثر ما كانت تخاف إسرائيل من حدوثه، انتفاضة بالمقاومة دون عنف والمقاطعة الاقتصادية، لكنها لم تكن من قبل الفلسطينيين برام الله، بل من قبل الاتحاد الأوروبي، وغيرهم من معارضين الاحتلال الإسرائيلي على مستوى العالم، وهذا أعطى الفلسطينيين بعض القوة في مفاوضاتهم الحالية مع إسرائيل. وأوضح أنه قد تم التنديد بوزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" من قبل قادة إسرائيليين، حول تحذيره لإسرائيل بأن حملة المقاطعة لإسرائيل ستزيد إذا فشلت المحادثات، وبين أن هذه الانتفاضة الثالثة-في رأيه- سيكون لها إمكانيات على المدى الطويل، لأنها على عكس الانتفاضات السابقة، تتزامن مع العرض المقدم من الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، كجزء من اتفاق الدولتين، وهو السماح للقوات الإسرائيلية البقاء لمدة خمس سنوات للانسحاب على مراحل من الضفة الغربية، مع السماح لقوات حلف "الناتو" بملأ أي فراغ استراتسجي لطمأنة إسرائيل. وأشار إلى أن الانتفاضة الثالثة تستند على شعور الإسرائيليين بالأمان الاستراتيجي، لكن ليس بالآمان من الناحية الأخلاقية، فلا يمكن تحريك الأغلبية الإسرائيلية الصامتة عند شعورهم بعدم الآمان الاستراتيجي مع الأمان من الناحية الأخلاقية، كما فعل معهم "أنور السادات" عندما جعلهم يشعرون بعدم الأمان من الناحية الأخلاقية من احتلال أي من الأراضي المصرية. واختتم "فريدمان" مقاله بأنه إذا أرادت إسرائيل بتبطيء حملة المقاطعة، يجب أن تجمد أنشطتها الاستيطانية طالما "كيري" يحاول التوصل لاتفاق، وآمل في نجاح السلام، لكن ما يفعله الإسرائيليون من انتقاد "كيري" المستمر، وعدم وقف بناء المستوطنات، لن يقلل كره مقاطعي إسرائيل في أوروبا وأمريكا بل سيزيد منه.