شهد التيار الناصري خلافًا حادًّا حول دعم أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وانحصر الأمر حول مرشحين بالتحديد هما حمدين صباحي الكادر الناصري الذي أتى من حزب الكرامة، وأسس التيار الشعبي المصري عقب حصوله في الانتخابات الماضية على 5 ملايين صوت وحل ثالثًا بعد مرسي وشفيق، والمشير عبد الفتاح السيسي قائد القوات المسلحة المصرية الذي يأتي من خلفية عسكري بحكم عمله بجهاز المخابرات العسكرية ثم تدرجه ليكون قائدًا للجيش بعد المشير طنطاوي، وتدخله في المشهد السياسي لصالح المصريين في 3 يوليو، حيث عزل الرئيس السابق مرسي وقدمه للمحاكمة؛ مما جعله بطلًا في أعين الكثيرين.. «البديل» رصدت آراء بعض الأحزاب والرموز الناصرية حول دعمهم لأحد المرشحين. في هذا السياق يقول أحمد عاطف المتحدث الإعلامي للتيار الشعبي "إن التيار الشعبي داخليًّا به أكثر من رأي حول ترشح حمدين للرئاسة، وتلك الآراء تتلخص في عدم خوضه الرئاسية، أو تأجيل القرار لوقت لاحق أو ضرورة خوضه الرئاسة كمرشح مدني معبرًا عن الثورة"، مشيرًا إلى أن "النقاشات ما زالت مستمرة، وأن التيار لا يتعجل في حسم أي قرار، ويبقى القرار النهائي لصباحي نفسه". وأضاف عاطف أن التيار الشعبي يجري هذه الأيام لقاءات مع ممثلين عن شباب الثورة وبعض القيادات والكوادر من مختلف الأحزاب؛ لبلورة رؤية موحدة بخصوص الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن التيار الشعبي يهدف في الأساس إلى توحيد قوى الثورة وعدم تكرار خطأ الانتخابات الماضية. من جانبه قال عبد الحكيم إنه يدعم ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، ورأيه أن المرحلة تتطلب وجوده في هذا المنصب، وأن مصر تحتاج رئيسًا ذا أغلبية مؤيدة من الشعب، لا رئيس يأتي ب 50%، مشددًا على أن المرحلة القادمة لا تتطلب رهانات قد تكون خاسرة. وعن ترشح صباحي قال "إن حمدين رمز ناصري بارز وصديق، ولكنه ليس رجل المرحلة، وهذا لا ينتقص من صباحي، ولكن الشعب بأغلبيته يريد المشير السيسي رئيسًا للجمهورية". وأكد توحيد البنهاوي الأمين العام للحزب العربي الناصري أن الحزب استطلع رأي قواعده بجميع المحافظات، وحصل المشير عبد الفتاح السيسي على أصوات أعضاء الحزب بدرجة تكاد تصل إلى الاجماع، مؤكدًا أن الحزب سيعقد اجتماعًا للمكتب السياسي خلال الفترة القادمة لإعلان موقفه من دعم السيسي، ولكن بعد إعلانه رسميًّا خوضه الانتخابات وتقدمه كمرشح فعلي لا مرشح محتمل. وحول عدم دعم الحزب لحمدين صباحي رغم انتمائه لنفس التيار الناصري الذي ينتمى اليه الحزب، قال البنهاوي "إن الأمر لم يعد مرتبطًا بالأسماء والأيدلوجيات، وإنما بطبيعة المرحلة الحساسة التي تمر بها مصر"، مؤكدًا أن الحزب يرى أن المشير عبد الفتاح السيسي رجل المرحلة، وأن انحيازه للشعب في 3 يونيو أثبت انتماءه للشعب المصري واستقلالية القرار الوطني بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، كما أن مرور الخطوة الأولى في خارطة الطريق وهي التعديلات الدستورية تمثل حجر الزاوية الذي ستبنى عليه مصر الديمقراطية الوطنية الحديثة. على الجانب الآخر أكد حامد جبر عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة أن "الهيئة العليا لحزب الكرامة جددت دعمها لحمدين صباحي كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسيه المقبلة"، مشيراً إلى أن ذلك القرار اتخذه الحزب استنادًا إلى انحيازاته لقضايا العدل الاجتماعي والتنمية واستقلال القرار الوطني والابتعاد عن كل الذين أفسدوا الحياه السياسية وكل من وقف ضد ثورة يناير ويونيو، مضيفًا أن قرار المكتب السياسي لحزب الكرامة فيما يتعلق بمرشحي الرئاسة ينم عن حالة رشد حقيقية، مؤضحًا أن الحزب لا يرى بديلًا في ظل عدم وجود آخرين يعبرون عن خط الحزب، قائلًا "صباحي يشبه الثورة ويعبر عنها".