يشهد اليمين الصهيوني خلال الأيام الجارية تبادل التصريحات الهجومية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" زعيم حزب "الليكود"، ووزير الاقتصاد "نفتالي بينيت" رئيس حزب "البيت اليهودي". وجاءت هذه التصريحات المتبادلة داخل الأوساط اليمينية إثر أقوال نسبت لرئيس الوزراء "نتنياهو" مفادها أنه "يدعم بقاء مستوطنين في دولة فلسطينية مستقبلية"، حيث توالت ردود الفعل الغاضبة من المستوطنيين المتشددين وزعيم حزب البيت اليهودي. فمن جانبه وصف رئيس حزب "البيت اليهودي" الوزير "نفتالي بينيت" أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية بأنها تنطوي على فقدان الصواب من الناحية الأخلاقية، مضيفا أن "كل من يعتقد أنه يمكن لليهود العيش تحت سيادة "أبو مازن" يضعضع الأسس التي أقيمت عليها دولة "إسرائيل" ويضع علامة الاستفهام على وجودنا حتى في تل أبيب". وقال نائب وزير الخارجية زئيف اليكن أنه "لا يمكن ترك مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين تحت رحمة من ارتكبوا عملية الفتك في رام الله"، وقال نائب وزير الدفاع " داني دانون" أنه "لا يمكن ضمان الأمن لأي مواطن يهودي في أي مكان لا يبقى فيه تواجد عسكري إسرائيلي". ووصف نائب الوزير أوفير أكونيس فكرة بقاء مستوطنين تحت سيادة دولة فلسطينية بانها "تأتي من باب الهذيان"، وقال مكتب "نتنياهو" صباح اليوم ردا على تصريحات وزير الاقتصاد "نفتالي بينيت" إن رئيس الحكومة يسعى لإحراج السلطة الفلسطينية والكشف عن حقيقة تعنتها، متهما بينيت بأنه "يتصرف بعدم مسئولية حيال جهود تهدف إلى كشف التعنت الفلسطيني". وفي بيان شديد اللهجة لمكتب نتنياهو، اتهم بينيت بأنه " بافتقاره للمسئولية الوطنية، ومن أجل تصدر العناوين، ألحق أضرار بخطوة تسعى لكشف الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية"، مضيفا أن بينيت: " ألحق ضررا بخطوات رئيس الحكومة الرامية لإثبات أن رافض السلام الحقيقي هي السلطة الفلسطينية" على حد زعمه. وكان مقرب من نتنياهو، وفي محاولة لتخفيف الانتقادات لتصريحات رئيس الحكومة في مؤتمر دافوس بأنه لن يتم إخلاء أي مستوطن، صرح يوم أمس لصحفيين أجانب بأن نتنياهو لا يعترض على بقاء مستوطنين تحت السيادة الفلسطينية في إطار الحل الدائم، الأمر الذي أثار أقطاب اليمين وعلى رأسهم" بينيت" الذي اتهم نتنياهو بأن تصريحاته تعكس حالة من "فقدان الصواب الأخلاقي".