قال موقع "بلومبرج" الأمريكي اليوم، إن الملك السعودي "عبد الله بن عبد العزيز" خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" في 4 نوفمبر الماضي، أكد أنه لا يهتم بسياسة الولاياتالمتحدة تجاه البرنامج النووي الإيراني أو الحرب السورية، ولكنه اهتم بسياسة واشنطن تجاه مصر، وبذلك خالف توقعات الجميع. وأضاف الموقع أن الملك السعودي، أكد أن مصر بلد مهم جدا، ولذلك لن يسمح لها بالفشل، وفقا لما ذكره شخصان أطلاعا على المحادثات، فإن الملك "عبد الله" أرسل بالفعل المساعدات المالية بجانب ممالك الخليج إلى وزير الدفاع المصري "عبد الفتاح السيسي"، الذي أطاح ب"مرسي" في يوليو الماضي. وأشار الموقع إلى أن دول الخليج تراهن على أن مساعداتها لمصر ستساعد في بناء واستقرار البلاد، بعد ثلاث سنوات من الفوضى، فحكام السعودية يأسفون لسقوط الرئيس الأسبق "حسني مبارك" في عام 2011، والأسوء من ذلك حين وصل "محمد مرسي" والإخوان إلى السلطة، حيث يعتقد ملوك الخليج أن الجماعة الإسلامية تهدد ممالكهم، لأنها تسعى لجلب الإسلام السياسي للسطلة عن طريق صناديق الاقتراع. وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين تتراجع الآن، فقد صنفتها الحكومة المصرية على أنها منظمة إرهابية، وقادتها يحاكمون، مشيرا إلى أن "السيسي" قد يترشح للانتخابات الرئاسية هذا العام، وبالتالي من المرجح أن تستمر دول الخليج في مساعدة مصر؛ لحماية حكام مصر القادمين من الفشل أو التأثر بالظروف الاقتصادية السيئة التي قوضت حكم "مرسي" لمدة عام، حسب قول المحللين. ومن جانبه، يقول "تيودوركاراسيك" مدير الأبحاث في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي:" دون شك دول الخليج تريد السيسي رئيسا لمصر، فالجنرالات يظهرون على أنهم أصحاب الإرادة القوية، وقادرون على تحقيق الاستقرار لمصر". وذكر الموقع أن أول اختبار لشعبية "السيسي" ظهر في الاستفتاء على الدستور المصري الجديد، والذي انتهى أمس، حيث ينظر له على أنه محاولة للتصويت على ما فعله الجيش. ولفت إلى أن الأموال الخليجية ساعدت في تخفيف الألم وتجديد احتياطات مصر الخارجية ووقف تراجع الجنيه أمام الدولار الأمريكي، حيث يقول "محمد أبو باشا" الخبير الاقتصادي لدى المجموعة المالية هيرمس:" دول الخليج تدرك حجم المشكلة في مصر، وهم مستعدون لإعطاء المزيد"، مضيفا:" مصر ستحتاج لموارد إضافية، حتى الأموال الخليجية لن تكن كافية حتى تقف البلاد على أرجلها، فعلى الخليج الضغط من أجل دعم صندوق النقد الدولي". وأشار "بلومبرج" إلى أن فريقا من المسئولين الأمريكيين ومن وزارة الخزانة الإماراتية مع نظرائهم السعوديين، في الشهر الماضي، للنظر في كيفية استعادة ثقة المستثمرين في مصر، حيث قال "يوحنا شومنيس" المتحدث باسم السفارة الأمريكية في الرياض:" السعودية والولاياتالمتحدة يتشاركان وبقوة في مصلحة تعزيز الإصلاحات التي تسمح لمصر العودة للاستدامة المالية". وفي السياق ذاته، يعلق "بول سوليفان"، المتخصص في شئون الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون بواشنطن، على الحملة التي يشنها الأمن المصري ضد جماعة الإخوان وأنصارها قائلا:" إن التخلص من بعض أنصار مرسي، لن يخلص مصر من حالة عدم الاستقرار، فالجماعة الإسلامية والجماعات المتصلة بها، قد تجلب الفوضى في المستقبل". ويقول " غانم نسيبة" مؤسس شركة كورنرستون العالمية، والتي تقدم المشورة للعملاء حول مخاطر الشرق الأوسط:" بالنسبة للسعودية والإمارات، فالجيش هو المؤسسة الوحيدة للتعامل معها".