أشار التليفزيون الأمريكي "بلومبرج" إلى ما قاله الجيش المصري في يوليو الماضي من أن الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وتعيين حكومة مؤقتة كان ضروريا لمنع دخول البلاد في حرب أهلية واستعادة الديمقراطية, زاعما أنه من الواضح أن الجيش فشل في تحقيق الهدفين. وقال "بلومبرج"، على موقعه الإلكتروني اليوم، إن أحداث العنف أمس وأول أمس والتي راح ضحيتها قرابة 60 شخصا بالإضافة إلى حظر التجول الذي لا زال قائما ليلا ، لا يمثل ما يقوله وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بأنه يريد المصالحة والنمو الاقتصادي والعودة السريعة لحكم مدني منتخب, زاعما أنه يبدو أن مصر الآن في طريقها إلى حرب أهلية أكثر مما سبق. وأكد أن الدعم المالي الذي تقدمه دول الخليج لمصر شجع الفريق السيسي على الإعلان عن خطة لتحفيز الاقتصاد بالإضافة إلى أنه لا يزال يتمتع بشعبية ضخمة من الشعب المصري، منوها إلى أن نجاح السيسي يتمثل في إنعاش الاقتصاد والذي يتطلب تحقيق الاستقرار السياسي وأن مساعدات الخليج لا يمكن أن تكون بديلا عن ذلك. وذكّر بلومبرج أن الربيع العربي اندلع جراء الشعور بالظلم الاقتصادي والفشل كما اندلع الغضب الشعبي ضد مرسي لنفس السبب. وقال إن مؤيدي الإخوان تعلموا أسلوبهم المتبع من زعزعة الاستقرار من مؤسسة الجيش السابقة التي حكمت البلاد بعد الرئيس الأسبق حسني مبارك, مرجعا سبب تداعي الاقتصاد لنظام مرسي الذي ركز على تأمين سلطته وليس إصلاح الاقتصاد. وأضاف التليفزيون "على السيسي أن يقتنع عاجلا وليس آجلا، أن قرابة 20 إلى 30 في المائة من الشعب المصري يدعم الأحزاب والحركات الإسلامية ولا يمكن تهميشهم سلميا، كما انه لن ينجح في سحق جماعة الإخوان، التي نجت من العديد من مثل هذه المحاولات منذ تأسيسها في عام 1928" حسب تعبيره. ويرى بلومبرج أن قناع السيسي لن يكون سهلا مستدلا على ذلك بأن تأثير الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على مصر في تلك الأوقات يبدو وأنه ضئيلا للغاية لذلك فان معظم العبء سيقع على القادة والساسة العلمانيين الذين يدعمون حملة السيسي على الإخوان.