صدر حديثًا عن دار اكتب للنشر، رواية «الزيارة»، للكاتب عمرو علي العادلي، بغلاف من تصميم الفنان أحمد مراد. من أجواء الرواية: «قالت أمّى إن أبى يرقد هُنا.. لم يعد يفصلني عن المبنى إلا عبور الشارع، ما أن لمست قدمي الأرض حتى داهمتنى هِمّة مفاجئة لعبور البوّابة. كانت بعض أشجار قليلة تنحنى فوق حديدها وتُكَوِّن معبرا للسيارات والناس، تبدو المساحات المظللة مضيئة بشكل ما، الشمس تتخلل الأغصان والأوراق، تصنع نوافذ صغيرة يُرقّط ضوؤها الطريق الأسفلتى تحت قدمىّ. جئت إلى هُنا وكُلّى حيويّة وأمل فى التعرّف على أبى، قالت أمّى أيضا إنه شخص فى الخمسين ويُدعى سعيد إبراهيم». وصدر للكتاب في العام المنصرم، كتاب بعنوان «كتالوج شندلر»، عن دار نهضة مصر، وهو عبارة عن كتالوج من الصور الحقيقية المستقاه من واقع فظ غليظ، ربما يراه البعض مؤلماً، وربما يراه البعض مسلياً، ولكن ما لا تخطئه عين القارئ هو هذا القدر الهائل من المعاناة الإنسانية التي تتحملها تلك الكائنات البشرية الفريدة المسماة (عمال شندلر)، الذين يمثلون نموذجاً للإنسان الأول بكل ما له من نقاء سريرة. كما كتب العادلي في روايته الجديدة: «بالأمس، كانت أمى تحتضر، راحت فيما يشبه الغيبوبة، اللحظات التى تسبق الموت ليس من الضرورى أن تكون هامة، عند توهان العينين وارتجافة البدن، تخرج الحروف مبتورة لا تُفضى إلى كلمات، ولا يُفهم منها قصد، لكن على العكس من ذلك كانت أمى؛ تكلّمتْ كلاما مكتملا ومفهوما، بل واسترسلت فى سرد الحكايات واحدة تلو الأخرى، حتى ظننتُ أنّها أبدا لن تموت، استحالت فى هذا الوضع لمادة خام يمكنها وحدها أن تغزل العالم فى ثوب جديد».