ناقش المؤتمر العام لأدباء مصر، في جلسته البحثية الرابعة، التي جاءت بعنوان"الإبداع المصري في سياق الإبداع العالمي"، بمشاركة الدكتور عبد الرحيم الكردي ببحث بعنوان "الإبداع المصرى المعاصر والإبداع العالمي"، والدكتور أشرف حسن ببحث بعنوان "نوافذ الأدب المصرى نحو العالمية عبر الترجمات المختلفة". وبعنوان "تحولات الأدب المصرى فى ضوء متغيرات الواقع العالمى والمصرى"، قدم ياسر المحمدى بحثه، وشارك أيضًا الدكتور محمد المصطفى عبد المنعم، الذي قدم بحث بعنوان "المعلومات والإنترنت والشبكات الاجتماعية والمشهد الإبداعى المصرى". ورأس الجلسة الدكتور جمال التلاوى، رئيس المؤتمر، الذى أكد على أهمية ترجمة أدبنا العربى والمصرى للغات الأخرى، وضرب مثالاً على هذه الأهمية على أن الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ بعد حصوله على جائزة نوبل أصبح الأدب المصرى منتشراً، كما أصبح له تأثير على الأدباء العاملين ضمن مفردات قاموس اكسفورد. وأشار الدكتور عبد الرحيم الكردى، فى بحثه، إلى أزمة الإبداع المصرى، فمن يرصد حركة الإبداع والابتكار فى مصر- بل فى العالم العربى- هذه الأيام ويقارنه بما يحدث فى العالم من إبداع وابتكار كماً وكيفاً، يجد أن الناتج الذى ينجزه الذين يبدعون فى الأدب الفنون والذين يبتكرون فى مجالات العلوم فى العالم العربى من حيث الكم لا يكاد يذكر بالنسبة للإنتاج العالمى. وأرجع "الكردى" ذلك إلى البيئة والظروف التى يعيش فيها الأدباء والمبدعون، فكل مقومات الإبداع لدينا مفقودة إلا مقوماً واحداً وهو الاستعداد الشخصى لهؤلاء المبدعين، ودلل على كلامه ذاكراً مناسبة حضوره مؤتمر لليونسكو فى بيروت يرصد فيه الحاضرون إحصائيات عن صدى ما ينشر فى أوروبا فى المجالات العربية، والمفاجأه أننا وجدنا أن نسبة ما تهتم نشره الصحف الأوروبية عن كتابات العرب الإبداعية 3.5% مما يهتمون بنشره عن الأشياء الأخرى. وتطرق بحث الدكتور أشرف حسن، إلى مشكلات الترجمة من وإلى اللغة العربية، ومنها أن الترجمة سيئة السمعة، فمثلاً شكك البعض فى نوبل محفوظ وزعموا أن وراءها يداً خفية صهيونية دعمته وساندته وذلك لاهتمام محفوظ باليهود فى بعض رواياته حتى لو بنسبة ضئيلة، وكذلك ترجمة أعمال محفوظ والكتب الصادرة عنه بالعبرية، ويرجعون ذلك لموقفه السياسى كمؤيد للسلام مع إسرائيل. وأشار الباحث ياسر المحمدى، إلى تضارب مفاهيم العلمية فى الكتابات العربية، بما يطرح تساؤلات ما هى عالمية الأدب؟ ويتساءل الباحث أهى الانتشار الذى تحظى به بعض الأعمال الأدبية خارج حدودها اللغوية القومية؟ أم هى المؤثرات الأجنبية التى تخضع لها الأعمال الأدبية؟ أم هى اقتراب الأعمال الأدبية من حيث الشكل الفنى من النماذج الأدبية الغربية؟ أم العالمية هى هيمنة أدب قومى على الأدب القومية الأخرى فى سياق مثاقفة غير متوازنة؟ أما الباحث الدكتور محمد المصطفى، فأكد أن المدونات المصرية والشبكات الاجتماعية من عام 2006، وهى محل اهتمام قطاع عريض من الشعب المصرى فقد فضحت عدد كبير من تجاوزات النظام قبل ثورة يناير 2011، ولأنها أفرزت عدداً كبيراً من الأدباء منهم سكان الأقاليم، كما أبرزت روحاً جديدة من الكتابات الساخرة، وأضاف أن بعض التجارب الأدبية الشبابية قد انتشرت وترجمت من خلال الإنترنت والشبكات الاجتماعية والمدونات المصرية.