دراسة تكشف تجسس كاميرات «ماك بوك» على مستخدميها دون علمهم

شعرت المرأة بصدمة شديدة بعد تلقيها صورتين عاريتين لها عن طريق البريد الإلكترونى، وكانت هذه الصورة قد التقطت على مدار عدة شهور بدون معرفتها من خلال كاميرا مدمجة فى جهاز الكمبيوتر المحمول "لاب توب" الخاص بها.
ولحسن الحظ، تمنكت المباحث الفيدرالية من التعرف على المشتبه فيه فى القيام بذلك والذى كان زميلاً لها فى المدرسة الثانوية، ويدعى "جاريد ابراهامز"، حيث قالت المباحث الفيدرالية إنها عثرت على برنامج على جهاز الكمبيوتر الخاص ب "إبراهامز" يسمح له بالتجسس عن بعد على هذه المرأة، وتدعى "كاسيدى وولف"، ونساء أخريات، وتم الحكم على "إبراهامز" بأنه مذنب فى قضايا ابتزاز فى أكتوبر الماضى، كما جاء فى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتحتوى معظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة ذات الكاميرات المدمجة على ميزة هامة للخصوصية وهى الضوء الذى يضيء فى أى وقت يتم فيه تشغيل الكاميرا، ولكن "وولف" قالت إنها لم ترَ هذا الضوء على جهازها من قبل، ونتيجة لذلك لم تعلم أنها كانت تحت المراقبة.
وقال "ماركوس توماس"، مساعد مدير سابق لشعبة العمليات التكنولوجية فى مدينة كونتيكو إن مكتب التحقيقات الفيدرالى كان قادرًا بشكل سرى على تفعيل كاميرات الكمبيوتر بدون التأثير على الضوء الذى يتيح للمستخدمين معرفة أنها تسجل.
وقدم بحثًا من جامعة جونز هوبكنز التأكيد الأول على إمكانية القيام بالتجسس عن طريق الكاميرات المدمجة فى الكمبيوتر المحمول، وفى حين أن البحث ركز على أجهزة "ماك بوك" و"آى ماك" التى صدرت قبل عام 2008، إلا أن مؤلف البحث قال إن نفس العملية يمكن تطبيقها على الأجهزة الحديثة، وهذا يعنى أن أى جهاز كمبيوتر محمول يحتوى على كاميرا مدمجة يمكن اختراقه والتجسس على المستخدم فى أى وقت.
ويقول "ستيفن تشيكوواى"، أستاذ علوم الكمبيوتر فى جامعة جونز هوبكنز ومشارك فى الدراسة، إن الكاميرات المدمجة فى أجهزة "أبل" تم تصميمها لمنع عمليات التجسس، مضيفًا أن "أبل" بذلت مجهودًا للتأكد من أن ضوء الكاميرا سيظهر فى أى وقت تقوم بالتقاط الصور.
وكانت منتجات "أبل" فى عام 2008 تحتوى على جهاز بين الكاميرا والضوء لضمان أن الكاميرا لا يمكن تشغيلها بدون علم صاحبها.
ولكن "تشيكوواى" وزميله المشارك فى الدراسة "ماثيو بروكر" تمكنا من الالتفاف حول هذه الميزة الأمنية، وذلك لأن الأجهزة الحديثة هى فى الواقع أجهزة كمبيوتر عديدة فى حزمة واحدة، حيث يقول "تشارلى ميلر"، خبير أمنى فى شركة تويتر، "هناك أكثر من شريحة فى جهاز الكمبيوتر، فهناك شريحة فى البطارية وأخرى فى لوحة المفاتيح وأخرى فى الكاميرا".