تشارك السينما اللبنانية في مهرجان بغداد السينمائي الدولي بعدد من الأفلام التي اختيرت ضمن المسابقات الرسمية ، ومنها فيلم ” ملاكي” للمخرج خليل زعرور ومأساة المفقودين في الحرب الأهلية ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي . ويتعرض الفيلم لموضوع الأبرياء من المدنيين الذين تعرضوا للاختطاف وفقدوا إبان الحرب الأهلية اللبنانية ويقدم ستة قصص لستة من السيدات اللبنانيات اللواتي فقدن أعزائهن في الحرب الأهلية اللبنانية، التي اندلعت شرارتها العام 1975 من دون أن يعرفن مصيرهم هل قضوا أم مازالوا أحياء ، ولكل واحدة منهن عالمها المرتبط بذلك العزيز المفقود ، فهذه فقدت والدها وهي طفلة وتلك فقدت زوجها أما البقية فقد فقدن أبناءهن . تعيش كل امرأة منهن تفاصيل الفقدان وتسترجعه على طريقتها الخاصة التي امعن فيها المخرج وأعاد صياغتها على طريقته التي بدت اقرب إلى الحكايات الوثائقية المحاطة بشكل فني وجمالي ربما جاء مختلفا في مسحة سريالية، وخلال ذلك تبقى أصوات الفجيعة صاخبة وصارخة فالضحايا تعيش قصصهم في وجدان الناس على اختلافهم وكل منهم يعبر عن ذلك الفقدان بطريقته الخاصة التي تحمل كثيرا من الأسى والشجن ، الفيلم سيناريو وإنتاج وإخراج خليل زعرور . وتشارك لبنان أيضا بفيلم ” بالروح بالدم ” للمخرجة كاتيا جرجورة في المسابقة الرسمية للفيلم القصير ، في أول أعمالها الروائية، بعد عدد من الأفلام الوثائقية اختارت المخرجة كاتيا جرجورة أن تروي حكاية جيل امتهن الحرب بالوراثة حيث تحكي المخرجة في عملها الجديد «بالروح، بالدم» (2009 31 دقيقة )، قصّة فارس (فادي أبي سمرا) الذي كان عضواً سابقاً في إحدى الميليشيات خلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة وها هو بعد 19 عاماً على نهاية الحرب، يتألم لرؤية ابنه (رامي أبو حمدان)، يقترب من دوامة العنف نفسها . وبعد الغزو الأميركي للعراق، حملت كاتيا جرجورة كاميراتها لتنجز وثائقياً بعنوان «نداء كربلاء» (2004)، في عراق ما بعد صدام بعدها أنجزت وثائقياً آخر في الشارع اللبناني، إثر اغتيال الحريري، ومنحته عنوان «Terminator أو المعركة الأخيرة» (2006) أمّا في «بيروت ما بتموت» فصورت فرقة الراب «قطاع بيروت» بين أنقاض الضاحية الجنوبيّة، مباشرة بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 .