قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم، إن المؤتمر الذي ضم 30 شخصا من الصحفيين والكتاب وممثلي المجتمع المدني ناقش عددا كبيرا من القضايا المهمة لدى تركيا، ومن بينها العلاقات بين العلويين والسنة، تحت عنوان "العلويون والسنة يبحثان عن السلام والمستقبل معا"، موضحة أن المؤتمر انتهى بالتشديد على أهمية تلبية حقوق العلويين في التحول الديمقراطي والتطبيع والسلام الاجتماعي. وأضافت الصحيفة أن هناك مشاكل ومناطق متوترة بين العلويين والسنة في تركيا، والمجتمع لا يمكنه تجاهلها أكثر من ذلك، نظرا للتحيزات والأحكام المسبقة عن بعضهما البعض، فالحجم الحقيقي للمشكلة أصبح واضحا. وأشارت إلى أن المجتمع التركي يحتاج للنظر إلى أسباب المشكلة والتركيز عليها، حتى يتاح للعقول التوصل لحل، فالمبادرة العلوية التي أطلقها حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكمه الثانية فشلت في إنتاج أي خطوة ملموسة وزادت الفزع داخل المجتمع التركي. وذكرت الصحيفة أنه خلال الحملات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية في عامي 2010 و2011، اعتمد على إيذاء وتخويف العلويين، وأثارت تصريحات رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" مخاوف خاصة في المحافظات التي يعيش فيها العلويون والسنة معا، كما استغل البعض التصريحات ضد الطائفة العلوية وكتبوا على جدران البيوت "الموت للعلويين". وأوضحت أنه بعد احتجاجات حديقة "جيزي" حاول "أردوغان" احتواء العلويين بقوله:" لو أن العلوية عن حب الإمام علي، فكلنا علويون"، ولكن تصريحاته كانت سطحية وغير مفهومة، ولكن الحزمة الديمقراطية التي أعلن عنها في الأشهر الأخيرة لم تشمل أية إصلاحات بشأن مطالب وتطلعات العلويين. وأكدت الصحيفة التركية أن الحزب الحاكم له دور كبير ومسئولية في المحن القائمة في العلاقات بين السنة والعلويين، فربما يسعى للحصول على مكاسب سياسية من هذا الوضع، ولكنه مخطط خطير بإمكانه تقويض التعايش السلمي في تركيا. واختتمت الصحيفة بقولها: في الماضي القريب أهدرت تركيا الكثير من الوقت في خلق الاستقطابات القائمة على الإيمان، واستقطاب العلويين والسنة لديه القدرة على إنتاج مشاكل أكثر خطورة بالنظر إلى الصراعات الطائفية القائمة في منطقة الشرق الأوسط، فالمخاطر المحتملة لهذا الاستقطاب تصبح أكثر وضوحا، مبينة أن الأتراك يجب أن ينسوا ذلك، ويبدأوا في التعايش السلمي لأنه الطريق الوحيد للخروج من تلك الأزمة، وليس لديهم خيار آخر.