دعت شارلوتا سبار سفيرة السويدبالقاهرة الشعب المصري بالبدء في بناء هذا البلد؛ لأن المصريين وحدهم هم الذين سيفعلون ذلك، موضحة أنه كلما كانت هناك مناقشات حول الدستور كان أفضل، معتبرة أن ما يحدث في مصر الآن تغير كبير للغاية، فهي التي جاءت أول مرة إلى مصر عام 1988 وترددت على زيارتها كثيرًا حيث عملت نائبة السفير السويدي في القاهرة، ترى أن المصريين بات لديهم القدرة أن يعبروا عن أنفسهم وأن يتحدثوا عن التحديات التي يواجهونها إدراكًا منهم بالمصاعب التي يعج بها مجتمعهم وهذه أول خطوة نحو مواجهة هذه التحديات. ومثلت على ذلك بالإشارة إلى قضية التحرش الجنسي، حيث ترى أن هذه المشكلة توجد في المجتمع المصري منذ الكثير من الأعوام، ولكن الآن بدأ النساء والرجال يتحدثون عنها ويحاولون وضع حل لها. وأضافت السفيرة السويدية في مؤتمر صحفي مصغرعقد اليوم أن بلادها جزء من الاتحاد الأوروبي، وتقدم المساعدات من خلال قنواته، مشيرة إلى أنه لا يوجد اتفاق ثنائي بين البلدين، فضلًا عن وجود الكثير من الشركات التي تود أن تستثمر في مصر ولكن أحيانًا عدم وضوح الشق القانوني المتعلق الاستثمار يعيق مجيئهم. غير أن هذا لم يمنعهم كليًّا حيث تعد مصر ثاني أكبر سوق للسويد في الشرق الأوسط، وإفريقيا وبلغت قيمة الصادرات إلى مصر عام 2012، 7 ملايين جنيه مصري، ولكنها تراجعت بعد ثورة 25 يناير، 2011، معربة عن نية السفارة تشجيع المزيد من الاستثمارات من مصر وإليها. وأشارت إلى أن الأشهر القادمة غاية في الأهمية في تاريخ مصر خاصة بعد عملية الاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات؛ لأن هذا من شأنه أن يضع أساس التنمية المستقبلية، لافتة إلى أنه رغم أن الدستور الإطار الرئيس للعملية الديمقراطية، إلَّا أن تطبيقه على أرض الواقع سيكون الأساس لذلك، لافتة إلى أن هناك الكثير من التحسينات تظهر فى الدستور الجديد أبرزها المساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق المرأة، ولكن هناك أيضًا بعض المواد التى قد تثير الجدل من وجهة نظر ديمقراطية مثل محاكمة مواطنين أمام محاكم عسكرية. وردًّا على سؤال حول موقف السويد من الثالث من يوليو، وثورة 30 يونيو، قالت: إن ما حدث كان تغييرًا في النظام، والناس نزلت إلى الشارع لتعرب عن استيائها من الحكومة السابقة، و"لكن أعتقد أنه كانت هناك طرق أخرى للتعامل مع الأمر، ومن المهم الآن استئناف العملية الانتقالية لتحقيق الديمقراطية"، لافتة إلى أن مصر شريك مهم للسويد التي تدعم هذه المرحلة على حد وصفها. وعن التعاون مع مصر، قالت سبار، التي استلمت مهمتها كسفيرة لبلادها في القاهرة في سبتمبر الماضي: إنه من المهم التعلم من بعضنا البعض ويمكن لكل من أستوكهولم والقاهرة نفع بعضهما البعض، لافتة إلى أن السياحة السويدية كانت رائجة للغاية بين عامي 2008 و2009، إذ وصل عدد السياح إلى 200-215 ألف سائح سنويًّا وهو الرقم الكبير نسبيًّا؛ لأن عدد السكان يقارب 9 ملايين شخص. إلَّا أن عدد السياح تراجع أيضًا في السنوات الماضية. وأضافت: "أعتقد أن مصر لديها الكثير من الإمكانيات الهائلة، والسويديون يحبونها ليس فقط لثقافتها وإنما لدفء شمسها وطبيعتها الجاذبة"، مؤكدة أن السويد تساعد مصر من خلال استراتيجية دول الجوار ودول الشرق الأوسط التي تتبعها وهناك الكثير من البرامج التي تشملها، مثل "أريج للصحافة الاستقصائية"، مشيرة إلى أن هدفها ينطوي على وصل هذه الدول مع بعضها، فدولة مثل مصر لا تبيع منتجاتها في ليبيا وسوريا رغم قربهما؛ بسبب ضعف الآلية لتحقيق ذلك. وعن السياسة الخارجية للسويد، تحدثت السفيرة عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا وعن دور بلادها في تقديم المساعدة قائلة: "الأزمة التي تشهدها سوريا هى الأكبر خلال السنوات الأخيرة ونرحب بجينيف 2 ونأمل أن يتوصل إلى حل سياسي.. ونشارك بالكثير من المساعدات من خلال قنوات مفوضية الأممالمتحدة للاجئين ووكالات الأممالمتحدة الأخرى، ونستضيف 21,500 سوري في السويد وندرس منحهم إقامة دائمة لهؤلاء الموجودين هناك حاليًا وتربطهم علاقات أسرية فعلى سبيل المثال، أحيانًا توجد أسرة مجزأة بين السويدوسوريا فنستقبل الأسرة كلها ونجمعهم، ونشجع الدول الأوروبية للعب دور أكبر". وتحدثت عن عملية السلام في الشرق الأوسط، قائلة: "إن بلادها تدعم حل الدولتين وترى أن التوسع في المستوطنات يعيق إحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية. أما عن إيران والتوصل إلى اتفاق بشأن النووي، أكدت أن السويد ترحب بهذا الاتفاق، وتأمل أن يكون الأساس للتغلب على الصراع النووي وأن تكون إيران شريكًا أكثر بناء فيما يتعلق بالقضايا الدولية.