كعادته يوم الإثنين من كل أسبوع يذهب إلى حصة مراجعة الكيمياء ، وكعادته أيضاً يذهب إلى الدرس ماشياً على قدميه ممسكاً بكتاب الكيمياء يراجع فيه الدروس بدقة شديدة .. سيدة تتأوه .. - آآآه .. حد يسندني ، حد يساعدني وضع ” طارق ” كراريسه على الأرض مسرعاً ، وجرى إلى السيدة العجوز قائلا : - هاتي إيدك يا أمي ثم إلتفت العجوز ، ونظرت له نظرة غريبة .. وصرخت في وجهه : - أمك ؟؟؟ .. أمك مين ؟؟ .. جتك داهية تاخدك انت وأمك اللي بتقول عليها دي .. أمك ؟؟ .. هو أنا خلفتك ونسيتك ؟؟ .. سيب إيدي .. سيب . بادرها بنظرة مليئة بالتعجب .. قائلاً ” بصوت هادئ ” : - أنا متأسف أمي . - أمي تاني ؟؟؟ .. مين انت أصلاً عشان تقوللي يا أمي .. وبعدين ايه متأسف دي ؟؟ .. انت غلطت فيا عشان تقوللي متأسف ؟؟ .. وانت تقدر أصلاً تغلط فيا ؟؟ .. ربنا يقل منكوا ما كُتُر .. عيل رخم . ترك ” طارق ” يدها بلطف .. وذهب إلى درسه ” متعجباً ” ، وقد سمع كل من بالشارع هذا الحوار العجيب .. وابتعد عنها الجميع مندهشين ، متجنبين الوقوع في ورطة مماثلة . وقفت السيدة العجوز في وسط الطريق تتأوه وتقول : هو أنا ليه ماحدش بيسندني ؟؟؟ .. هما كده كل الشباب من بعد الثورة .. بقوا قللات الأدب