صدر حديثا بمنتدى المعارف اللبنانية، كتاب" غياب الرؤية الحضارية في الحراك الثوري العربي- أزمة نخبة وشعب"، للكاتبة المغربية وفاء صندي. ويتناول قضية الحراك الثوري المسمى بالربيع العربي حيث تصفه ب"الصقيع العربي"، وإن أزمة المنطقة العربية في ضحالة نخبتها التى كانت نتاج طبيعي للظرف التاريخي المستبد الذى عمل على مسخ الهوية القومية في عدم تحمل مسؤلية الوطن كمصلحة أعلى تتقزم أمامها كل الانا النخبوية الطامعة والعاملة من أجل مصالحها. فضلا عن العلل الإجتماعية التى غيرت ملامح المنطقة العربية من ذات سيادة فاعلة عبر تاريخها القديم إلى منطقة مفعول بها في وقتها المعاصر. وتؤكد الكاتبة أن أزمة الحراك العربي في تكرار نسخ مراحله الانتقالية الرتيبة، التى ابتعدت عن المسار الثوري وهذه الظاهرة واضحة جدًا بالنسبة للوضع المصري -بحسب الكاتبة- أما بالنسبة لمأزقية المرحلة الانتقالية بشكل عام والتي تفسرها مرحلة ما بعد الانتخابات في بلدان الحراك العربي. حيث ساءت الأوضاع أكثر، فضعف أداء وقلة خبرة القادة الجدد، ورغبتهم في السيطرة على الدولة ومؤسساتها، كلها أمور أججت الصراع بين الشعوب العربية والحكام الجدد، ليتحول حلم التغيير والحرية إلى كابوس الفوضى وإنعدام الأمن والاستقرار واستمرار مسلسل العنف والقتل، مقابل التدهور الخطير في الإقتصاد والتراجع في الحقوق والحريات مما يدق ناقوس الخطر بضرورة الثبات على المبدأ الثوري وإلا سوف تضيع المنطقة ككل. ضم الكتاب (45) شهادة لباقة كبيرة من السياسيين والكتاب والأكاديميين العرب وبعض الأجانب المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط والأديان، حيث شرّحوا جميعا حالة "الثورة" في المنطقة العربية، من لحظة انطلاقتها وما قبل، وصولا إلى ما أفرزته اليوم من واقع عربي جديد، مرورًا بتقييم كل مراحلها الانتقالية، وإلقاء الضوء على الأحداث التي واكبتها في محاولة لفهم ما حدث قبل عامين أي فيما قبل يناير 2011، وتحليل ما يحدث اليوم مع استقراء مستقبل المنطقة في ظل المعطيات الراهنة. وينقسم الكتاب، الذي يوزعه الناشر ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم إلى 5 فصول، حيث يعالج الفصل الأول «الوضعية العامة لحالة المنطقة العربية»، والثاني عن « الغليان العربي في المختبر الثوري »، أما الثالث فيتناول «بوصلة التحولات الاستباقية»، فيما يتطرق الفصل الرابع إلى «انفلات الحراك عن المسار الثوري»، أما الفصل الخامس يشرح حالات الشتات «غياب الرؤية الحضارية في الحراك الثوري»، وفي الختام عرض لرؤية التحليلة ونقدية حول الكم والكيف في انحراف المسار الحراكي عن تحقيق أهدافه. أخبار مصر- البديل