القاهرة: صدر عن الدار المصرية اللبنانية كتاب جديد بعنوان "إشكالية المجتمع المدني العربي..العصبة والسلطة والغرب" لصالح السنوسي أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنغازي. يتعرض المؤلف في كتابه لمفهوم وأسس المجتمع المدني، حيث يتناول نشأة المجتمع المدني وفترات قوته وضعفه وعواملها، وذلك كمحاولة لاستقراء المستقبل من خلال الفهم العميق لأهمية المجتمع المدني وتأثيره وذلك بالمقارنة بنظيره في الغرب. تشتمل الدراسة على أربعة فصول وتسعة مباحث، ينقسم الفصل الأول من الكتاب والذي يحمل عنوان "نشأة وتطور مفهوم المجتمع المدني في الغرب"إلي مبحثين، الأول " المبررات السياسية لنشأة المجتمع المدني في الغرب"، والذي يؤكد فيه أن "المدينة" هي المرجعية العليا للفكر السياسي اليوناني القديم، وانقسم المجتمع لمجتمع سياسي مهتم بالمصلحة العامة، والمجتمع اللاسياسي والمهتم بمصلحته الشخصية وهم غير المنتمين للمدينة. وينتهي المبحث الأول حتي قيام الثورة الفرنسية والتي بعدها دخل الاقتصاد كأساس لنشوء مفهوم المجتمع المدني، وهو عنوان المبحث الثاني. وفي الفصل الثاني المعنون ب"معوقات نشأة المجتمع العربي" جاء المبحث الأول "البنية الاجتماعية" ليبحث في اختلاف طبيعة الفرد العربي الذي تجاذبته منذ البداية العصبية بكل أشكالها، فكانت العقبة الاجتماعية الأولي أمام المجتمع المدني هي طبيعة العلاقة بين نشأة الدولة والعصبة متخذا من الدولة العربية القُطرية نموذجا، والثانية هي أزمة علاقة دولة العصبة بالفرد، أما العقبة الثالثة فهي أزمة علاقة دولة العصبة بالمجتمع المدني. في المبحث الثاني يناقش المؤف "البنية الثقافية والبنية السياسية" الذي يخلص فيها إلي الصدام الثقافي الغربي والعربي. وفي الفصل الثالث "منظمات المجتمع المدني العربية بين عجز المجتمع واستبدادية السلطة" يناقش المؤلف ثلاثة مباحث هي: "ثقافة العجز"، "استرقاق السلطة للمجتمع"، و"احتكار السلطة للحراك الاجتماعي". أما الفصل الرابع والأخير والمعنون ب "منظمات المجتمع المدني وإشكالية العامل الخارجي" فيستعرض المبحث الأول منه "المجتمع المدني بين عسف السلطة ومقايضات القوي الخارجية"، وفي المبحث الثاني يناقش "أثر تراجع العامل الخارجي علي حركة المجتمع المدني" والناتج عن ردود الفعل العنيفة من قبل السلطة من حيث الاعتقالات وحالات الاستنفار الأمني وغيرها.