"تحرم علينا اللقمة إلا لما نأكِّل عيالنا".. هكذا قال العمال المفصولون الذين بدءوا إضرابهم عن الطعام أمس الثلاثاء بمقر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، في اطار تصعيدهم لاعتصامهم لليوم الثاني على التوالي؛ للمطالبة بإعادتهم إلى العمل وصرف الإعانة الشهرية التى كانت تصرف لهم من اتحاد العمال والتى امتنع الاتحاد عن صرفها بداية من الشهر الجارى، متهمًا إياهم بأنهم ينتمون لتنظيم الإخوان المسلمين. وأكدت كريمة فرج المفصولة من شركة تليمصر تعسفيًّا ل "البديل" أن العمال المعتصمين بمقر الاتحاد لا ينتمون لأى تنظيم سياسى وأن اتحاد العمال كان يصرف لهم إعانة شهرية 500 جنيه على مدار الشهور السابقة، وقرر وقف صرفها بحجة أن العمال لا ينتمون للنقابات التى تتبع الاتحاد، وقال لهم الاتحاد لهم إن مشكلتهم لدى وزارة القوى العاملة التى يجب أن تصرف لهم من صندوق الطوارئ أو وزارة التأمينات من صندوق البطالة. وقال رجب الشيمي أحد المضربين عن الطعام والمفصول من شركة غزل شبين إن جميع الحكومات عجزت عن حل مشكلتهم أو إصدار قرار جريء لإعادتهم للعمل أو صرف إعانات تضمن لهم حياة كريمة. ومن جانبها نفت وزارة القوى العاملة مسئوليتها لصرف إعانات المفصولين، مؤكدة أن الصرف من صندوق الطوارئ لا يكون إلا للعمال الذين يعملون فى الشركات المتعثرة وليس المفصولين، كما رفضت وزارة التأمينات صرف إعانتهم من صندوق إعانة البطالة، مؤكدة أن الصرف من صندوق البطالة لا ينطبق أيضاً على العمال المفصولين؛ ليصبح العمال حائرين بين هذه الجهات، كما أكدت فاطمة رمضان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المصري للنقابات المستقلة قائلة "بقيت قضية العمال المفصولين حائرة ما بين وزير القوى العاملة كمال أبو عيطة الذي كرر وعوده بحل مشكلتهم وإعادتهم لأعمالهم بمجرد توليه وزارة القوى العاملة والهجرة، وبين رئيس اتحاد عمال مصر عبد الفتاح إبراهيم الذي يرفض إعطاءهم حقهم في الراتب التعويضي، الذي يتقاضاه بعضهم منذ 4 سنوات بعد نضال شمل اعتصامات بالاتحاد لعدة أيام وتظاهرات، وغيرها من الطرق الاحتجاجية". وأضافت رمضان أن وزير التضامن الاجتماعي أمس دخل طرفًا عندما طلب منهم عبد الفتاح إبراهيم أن يأتوا ب "برنت التأمينات"، وطلب منهم الذهاب إلى وزارة التضامن لكي يصرف لهم الدكتور البرعي إعانة بطالة، ولكنهم ذهبوا للوزارة لكي يتلقاهم موظفو الوزارة بسؤال: من هو عبد الفتاح إبراهيم؟ ومن قال لهم إنهم سيصرفون لهم هذه الإعانة؟! وأشارت رمضان إلى أن كل المسئولين بدءوا من رئيس الاتحاد والوزراء المعنيين يتنصلون من العمال المفصولين ويقذفونهم لبعض، ويحاولون إبعاد المشكلة عنهم، ولم يتحمل أي منهم المسئولية أو يحاول حلها؛ لتظل هذه المشكلة كالقنبلة الموقوتة، فالعمال المفصولون منذ أكثر من أربع سنوات يعانون هم وأسرهم من الحاجة، فكيف يعيشون وقد أوصلوهم لحالة اليأس هذه؟ وإلامَ ستوصلهم حكومة رجال الأعمال؟! يذكر أن العمال المفصولين والمقدر عددهم بالآلاف قد حصل أغلبهم على أحكام قضائية نهائية بالعودة للعمل وصرف مستحقاتهم كاملة عن فترة فصلهم، ولم تنفذ تلك الأحكام حتى الآن، وهم من شركات "غزل شبين، الحناوى للدخان، انكوستيل، كابو، أطلس، تليمصر، بتروتريد".