طالب الفنان التشكيلي محمد كمال جموع الفنانين بالنزول إلي الجمهور في مواقعه الطبيعية ، والاهتمام بالأطفال في المناطق النائية و المحرومة من الخدمة الثقافية والفنية، و قال إن هؤلاء الأطفال بمثابة قماشه بيضاء وتستغلها التيارات الظلامية مادامت الدولة و المبدعين متخاذلين عن الوصول لهم و إمدادهم بحقهم الطبيعي في المعرفة و الفنون و الثقافة التي توقظ الوعي و التفكير النقدي و تحميهم من الانجراف وراء الأفكار السلبية و الرجعية ، جاء ذلك خلال أولي ندوات الدورة الأولي لمهرجان ألوان لفنون الشارع بعنوان "العلاقة بين الفنان و الثقافة الشعبية "،و التي عقدت مساء أمس الاثنين بمسرح الحديقة الثقافية بالسيدة زينب و شارك بها الفنان التشكيلي عزالدين نجيب الذي كرمه المهرجان في دورته الحالية لدوره و تجربته في الخروج بالفنون إلي جمهورها الحقيقي خارج المؤسسات التقليدية لإنتاج الفنون ، والفنان التشكيلي محمد كمال صاحب التجربة الممتدة في العمل الفني مع الأطفال في مناطق نائية و محرومة ، و أدار الندوة الكاتبة رشا عبد المنعم المشرفة علي الندوات بالمهرجان . أهتم نجيب وكمال خلال الندوة بالتركيز علي الدور الذي لعبته لجنة الفن و المجتمع التي رأسها الفنان عز الدين نجيب و التابعة للجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة في الدورة الماضية للمجلس، حيث قامت اللجنة من خلال أعضائها و عدد من الفنانين التشكيليين من عدة محافظات بتنظيم ورش فنية للأطفال في عدة محافظات في قري مختلفة ، في فترة حكم الإخوان منها "أطفالها زعفران"بالإسكندرية ، و نظمت اللجنة ورشتان في مارس 2013 ،و اثنان بعد 30 يونيه ، و أشار إلي انه بدأ العمل مع أطفال احدي القرى من الجامع لكن شيخ الجامع رفض تكرارها حين وجد أن الفنان يشرح للأطفال تواصل تاريخ الفنون و ينمي التفكير النقدي، و قال انه في تلك الورش حاول الابتعاد عن الخامات الفنية التقليدية لاستلهام الخامات الموجودة في كل بيئة تقدم بها الورش ، و روي تجربته مع الأطفال الذين رسموا جداريه علي كوبري قصر النيل طولها خمسون مترا من الأطفال الموجودين بالشارع بالصدفة علي كوبري قصر النيل و كيف تفاعلوا مع التجربة فورا كشكل من أشكال التعبير . كما عرض الفنان محمد كمال لتجربته في إقامة معرض في مقهى شعبي بكفر الشيخ كنموذج لخروج الفن من القاعات التقليدية إلي أماكن غير تقليدية تقدم الفن للجمهور و أشار إلي إن مثل هذه المعارض تتيح الحق في الفن و الثقافة للبسطاء الذين يجب أن يتوجه لهم المبدعون حتى لا يكونوا نواة لجماهير التيارات المتطرفة. كما أشار إلي تجارب عدد من الفنانين في المحافظات المختلفة في العمل في مجتمعاتهم لإتاحة الحق في الفن و الثقافة، و منهم الفنان نبيل السنباطي و احمد الجنايني في المنصورة ، والفنانة حنان موسي في القليوبية ، و الثنائي عزة و مروة في الإسكندرية. و استرجع الفنان عز الدين نجيب ذكريات أولي تجاربه في الخروج بالفنون إلي جمهورها المستحق في ستينات القرن الماضي حين تولي إدارة قصر الثقافة في محافظة كفر الشيخ ،و قال إن اهتمامه كان مركزاً علي العمل الجماعي و الاتصال الجماهيري و ذلك من خلال الخروج بالأعمال الفنية إلي القرى المجاورة ، و أشار إلي دور القيادة المحلية الواعية في احتضان مثل هذه التجارب.