الدرن أو السل من أكثر الأمراض المزمنة الفتاكة التى تهدد صحة الإنسان، ولكن خطورته لا تقتصر على إلحاق الضرر بالجهاز التنفسى، بل يهدد غيره من الأعضاء داخل جسم الإنسان مثل الكلى، لذا فهو من أكثر الأمراض فتكًا بصحة الإنسان ويتسبب فى زيادة عدد الوفيات، ولكن إذا تم اكشافه مبكرًا يمكن التحكم فيه؛ لذا نقدم لكم اليوم أعراض المرض وطرق التشخيص؛ لاكتشافه قبل أن يستشري في الجسد. يقول الدكتور مصطفى شوقى أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس: الدرن ينقسم إلى نوعين: رئوى، ودرن خارج الرئة، وأعراض الدرن الرئوي بالإضافة للأعراض العامة السعال الذي يبدأ جافًّا، وما يلبث أن يصير مصحوبًا ببلغم مخاطي ثم صديدي، إضافة إلى آلام الصدر وصعوبة التنفس واللهاث عند القيام بأقل مجهود مع الإصابات المتكررة بالنزلات البردية والتهابات الرئة. أما الدرن خارج الرئة فيشترك مع الأعراض العامة للدرن الرئوى، إضافة إلى أعراض تخص العضو المصاب، فعلى سبيل المثال سل العقد الليمفاوية يصحبه تضخم في العقد المصابة، وسل السحايا يكون مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة وصداع وقيء وتصلب عضلات العنق، وسل الكلية تصحبه أعراض بولية مثل وجود الصديد في البول، وسل العظام يكون مصحوبًا بآلام العظام أو انتفاخات مفصلية. وعن طريقة التشخيص يقول: التاريخ المرضي والفحص السريري مع ملاحظة أعراض وعلامات المرض، الفحص المجهري للبلغم ثلاث مرات على الأقل، فإذا كان يحتوي على عصيات الدرن فهذا يعني أن صاحب البلغم مريض وناقل للعدوى، ويسمى إيجابي اللطخة. إذا لم يسفر الفحص السابق عن نتيجة حاسمة، يمكن عمل مزرعة للبلغم أو أشعة على الصدر؛ للتحقق من وجود تجاويف صغيرة أو سائل أو ظلال في الرئتين ربما يستدل به على وجود الدرن. في حالة الدرن غير الرئوي (خارج الرئة) يتم أخذ عينة من العضو المصاب العقدة الليمفاوية مثلاً وفحصها باثولوجيًّا. ويضيف شوقى: إن إختبار "مانتو" أوما يعرف باسم اختبار تيوبركلين هو اختبار جلدي يتم بحقن بروتين منقى ومشتق من عصيات الدرن داخل الجلد، ويقاس حجم التفاعل المتكون في مكان الحقن بعد 48 إلى 72 ساعة وبمقاييس معينة يعرفها الأطباء تتحدد إيجابية الاختبار الذي تدل إيجابيته على أن جرثومة الدرن قد دخلت الجسم يومًا ما نتيجة إصابة قديمة أو إصابة حديثة، كما تحدث الإيجابية لشخص قد سبق تطعيمه باللقاح الواقي من الدرن؛ ولذلك فهو لا يعني إصابة مؤكدة بالدرن.