* رئيس الوزراء التركي يشدد على أهمية دعم العلاقات التجارية ويعلن الاتفاق على 11 مشروع مشترك * لقاءت بين 280 رجل أعمال تركي و 1000 من رجال الأعمال المصريين وتركيا تأمل في أن يصل حجم التبادل التجاري 10 مليارات دولار * شرف يؤكد أن مستقبل المنطقة يعتمد على دور مصر وتركيا الذي يعتمد على ركيزتي السياسة والاقتصاد القاهرة- وكالات: شهد رئيسا الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والمصري عصام شرف اليوم افتتاح فعاليات المنتدى الاقتصادي المصري التركي في إطار الزيارة الحالية التي يقوم بها أردوغان لمصر على رأس وفد يضم 200 رجل أعمال. وأثنى أردوغان في كلمة له في المنتدى على علاقات بلاده مع مصر مشددا على أهمية دعم العلاقات التجارية بين البلدين وزيادة مجالاتها. وأكد احترامه لثورة 25 يناير “التي ذكرت العالم بعظمة المصريين” معتبرا أن أي محاولة لعرقلة جهودها “ستبوء بالفشل وستنتصر إرادة الثورة تدريجيا حتى تصل إلى أهدافها”. وقال إن إسرائيل تحاول السيطرة على منابع النيل لفرض هيمنتها على المنطقة إلا أنه ليس على القاهرة أن تشعر بالقلق إزاء تلك الممارسات لأن مصر ستتعافى وتصبح من أقوى الدول في المنطقة سريعا وسيتم التعاون الاستراتيجي بينها وبين جيرانها وسيشكلون معا محورا قويا يقف أمام تلك التهديدات. وذكر أن مصر تحتاج في المرحلة الراهنة إلى تثبيت دعائم الدولة الجديدة وأن ذلك لن يتم إلا بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة يشكل على أثرها برلمان يعبر عن الثورة ويتم الانتهاء من وضع دستور جديد يحدد الطريق الذى يهيىء مصر لإقامة دولة مدنية ديمقراطية متقدمة. وقال جئت مع مجموعة من رجال الأعمال وستة من الوزراء والكثير من المسؤولين لدعم العلاقات مع مصر وتم أمس الاتفاق على 11 عملا مشتركا واليوم جاء 280 من رجال الأعمال الأتراك واستضافهم أكثر من ألف رجل أعمال مصري. وأكد أن العلاقات التجارية بين مصر وتركيا ممتدة إلى آلاف السنين وأن التجار الأتراك والمصريين لهم نفس أخلاق العمل. وقال إنه رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي قلصت الكثير من العلاقات التجارية بين الدول فإن العلاقات التجارية المصرية التركية زادت لأكثر من 15% ووصلت إلى 3 مليارات دولار لافتا إلى أنه في عام 2010 حافظت هذه العلاقات على هذا المستوى وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي زادت لتصل إلى 3.3 مليار دولار. ورأى أن “هذا الرقم لا يعبر عن القوة الكاملة ما بين مصر وتركيا ويمكن أن نصل إلى أرقام أكثر بكثير من ذلك”. وأعرب أردوغان عن تطلعه لوصول حجم التبادل التجاري إلى خمسة مليارات دولار خلال عامين على أن يصل الى 10 مليارات دولار خلال أربع سنوات. وشدد على أن الجانبين سيعملان معا لتحقيق هذا الهدف الكبير من خلال إزالة كافة المعوقات التي يواجهها رجال الأعمال من كلا الجانبين. وأكد أن هذه الشراكة مع مصر من خلال النظام السياسي الجديد والبرلمان الجديد ستحقق أهدافها من خلال إزالة التأشيرات ما بين الدولتين قائلا “لا شك أن هذه الأمور ستزيد من حجم التبادل التجاري وهذا ما نتمناه”. وتابع “نحن في تركيا خرجنا بدروس كثيرة من الأزمة الاقتصادية واستطعنا التغلب عليها من خلال عدد من الإصلاحات للنظام المالي والمصرفي ومحاربة الفساد حتى وصلنا إلى معدل نمو 11% خلال الربع الأول من عام 2011 وإلى 8.8% خلال الربع الثاني لنكون أسرع دولة في النمو الاقتصادي. وقال إن مصر بإمكانها “أن تعود إلى الاقتصاديات العالمية القوية من خلال إجراء الإصلاحات اللازمة والتمسك بالديمقراطية لأن الاقتصاد والديمقراطية لابد أن يسيرا جنبا إلى جنب ويجب ألا تتراجع مصر عن حركة الإصلاح والتغيير التي بدأتها في 25 يناير وهذا هام جدا من أجل النمو الاقتصادي لأن الاقتصاد هو العمود الفقري للديمقراطية وبدوره فان الاقتصاد لا ينمو إلا في وضع من الاستقرار”. وعن الاستثمارات التركية في مصر قال أردوغان إنها بدأت ب60 مليون دولار ثم ارتفعت إلى 1.5 مليار وتوجه إلى رجال الأعمال الأتراك قائلا “أرجوكم أن ترفعوا هذه النسبة إلى 5 مليارات دولار”. ودعا رجال الأعمال المصريين للحضور إلى تركيا والاستثمار بها لزيادة التكامل الاقتصادي ما بين الدولتين. وأشار أردوغان إلى أن تركيا تحتل المركز الثاني بعد الصين بالنسبة للاستثمارات في قطاع العقارات داعيا المقاولين المصريين إلى تحمل نصيبهم من هذا القطاع. وأضاف ان عدد السياح الأتراك إلى مصر زاد بنسبة 38% داعيا إلى زيادة أعداد السياح المصريين التي انخفضت بنسبة تراوحت بين 7 إلى 8%. ومن ناحيته قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف في كلمة مماثلة إن مصر وتركيا يجب أن يكون لهما دور فاعل في صناعة مستقبل هذه المنطقة عبر معادلة من ثلاثة محاور هي القدرة والرغبة وتفهم الدور. وذكر أنه إذا نظرنا إلى القدرة سنجد أن لدى مصر وتركيا قدرات هائلة متاحة من أراض وشواطىء ومناخ وموارد طبيعية وموارد بشرية قوامها 150 مليون نسمة كما أن لديهما سوقا هائلا يمتد عبر قارتي أفريقيا وآسيا يجب استغلالها ولديهما صناعات وقدرات أخرى. وقال أما عن الرغبة فهذا الحشد من رجال الأعمال المصري التركي خير دليل على الرغبة القوية وبالنسبة لتفهم الدور فإن الدور المصري التركي هام جدا وحتمي في الوقت الحالي تحديدا. وأوضح أن مستقبل هذه المنطقة يعتمد على تفهم دور كلا من مصر وتركيا مشيرا إلى أن هذا الدور يقوم على ركيزتين هما السياسة والاقتصاد بالنسبة للسياسة هناك تشابه يصل إلى حد التطابق في القضايا المحيطة بكلا البلدين مثل القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا وسوريا واليمن والصومال والعراق وهذا التوافق يحتاج الى ركيزة اخرى هي الاقتصاد لأن القوى الاقتصادية تستطيع أن تدعم دور الدولتين في المنطقة بل وفي العالم أجمع. وأكد شرف أن رأس الحربة في هذا الاتجاه هم رجال الأعمال من الدولتين. وقال “أخذنا عهدا على أنفسنا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين سيزداد إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات الأربع القادمة”. ومن جانبه أكد وزير الاقتصاد التركي ظافر شوغليان خلال المنتدى أهمية الزيارة الحالية لأردوغان والوفد المرافق له في تدعيم العلاقات بين مصر وتركيا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية معتبرا أن هذه العلاقة ستقوى في المستقبل القريب. وأوضح ظافر أنه تم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم اضافة الى توقيع بروتوكول لإقامة علاقات وطيدة تسمح بزيادة حجم الاستثمار والتبادل التجارى بين البلدين.