* الثورة السورية ستستمر كثيرا وعدد المعتقلين في السجون السورية بلغ 110 ألف معتقل * الثورات العربية أثرت في العالم أجمع و الصين حذفت كلمة “مصر” من البحث عبر الإنترنت حتى لا يتأثر شعبها بالثورة المصرية الإسكندرية- شيماء عثمان : قال الدكتور بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط أن الديمقراطية ليست مثالية ولكنها ممارسة سياسية وغالباً ما تتضمن العديد من المشاكل ،كما أنها نظام سئ ولكنه أقل سوءاً من الأنظمة الأخرى مثل النظام العسكري و السلطوي والسلطوية الدينية ، جاء ذلك في ندوة”التحول من السلطة المطلقة إلى الديمقراطية ..تجارب عالمية وتحديات عربية” التي عُقدت مساء اليوم بمكتبة الإسكندرية. وأضاف أن الأحزاب الإسلامية لا تشكل خطراً وأن الضمانة تتركز في التوافق بين الأحزاب والالتزام بقواعد الانتخابات ، ووجود دولة تحمي الدستور للإحالة دون استيلاء مجموعها بعينها عليه وهو ما يشكل خطراً إلا أننا في حاجة إلى الديمقراطية وتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي وليس مجرد ترديد شعارات ،مؤكداً أن الديمقراطية ليست هي الحل لمشكلة الطائفية. وأشار إلى أن الديمقراطية تحل العديد من المشاكل في الحياة السياسية إلا أنها لا تقدم حلول ،ولا تحل مشكلة التنوع ،كما أن التحضر الثقافي لا يُحل بالديمقراطية ،مؤكداً على ضرورة أن تتضمن دساتير الدول حماية الأقليات وتمثيلهم النسبي في الحياة السياسية. وأكد سالم على أهمية تنوع الآراء لتحقيق الديمقراطية في ظل المشاكل العديدة التي قد تتسبب فيها وسائل الإعلام سواء كان دورها إيجابياً أو سلبياً لعدم وجود رأي صائب مائة بالمائة ،ممثلاً ذلك بالأحزاب التي من المؤكد أن جميعها غير مثالي وتنطوي على بعض العيوب إلا أن التنوع الحزبي مع ذلك أمراً ضرورياً لتحقيق الديمقراطية . وأكد على أن ثورتي البحرين وسوريا يتضمنان بعض الاختلافات حيث أن الأولى كان القرار فيها حاسماً ولم تدعمها الولاياتالمتحدةالأمريكية ،بينما الثانية لم يستطع الثوار فيها قمع النظام ،متوقعاً استمرار الثورة السورية لفترة أطول ،معبراً عن قلقه حيالها حيث أن عدد الشهداء بلغ ال300 شهيد ،ووصل عدد المعتقلين في السجون السورية إلى 110 ألف معتقل. وشدد سالم على أهمية الانفتاح الاقتصادي الذي يفتح المجال لنمو اقتصاد الدول إلا أنه لا يشترط في ذلك الانفتاح أن يصاحبهم انفتاحاً سياسياً ،ومؤكداً على أن الديمقراطية ليست منتجاً غربياً أو تابع لثقافة بعينها ،ولكنها منتج حضاري ضرب الدول الغربية مثل آسيا والولاياتالمتحدة ،ويعكس نمو المجتمعات إلى مستوى معين ،داعياً إلى السير على نهج الغرب الذين قاموا بتطوير الدين والفلسفة بعد أن عانت قديماً من نفس المشاكل التي نعاني منها الآن . واعتبر أن عنصر الصدفة و الظروف المحيطة بالدول التي ثارت على حكامها هي التي أدت إلى قيام الثورة فلولا الظروف التي دفعت البوعزيزي إلى الانتحار ما قامت الثورة التونسية بالإضافة إلى بعض القضايا الثقافية والأيديولوجية . وأشار إلى أن الثورات العربية أثرت في العالم بأجمعه حتى أن الصين قامت بحذف كلمة “مصر” من معامل البحث عبر الإنترنت لعدم تاثر شعبها بالثورة المصرية ،ولقوة التأثير المعنوي للثورة وميدان التحرير على العالم ،مؤكداً أن ما الديمقراطية في تركيا وإيران لم يؤثر في العالم العربي ،إلا أنه عندما قامت الثورة المصرية والتي تتحدث العربية عاش كل عربي وكأن الثورة في بلده ،كما أنها أثرت على شعبية أحمدي نجاد التي انخفضت من 80% وأصبحت منذ شهرين وفقاً لاستطلاع الرأي إلى 20% فقط ،معتبراً أن تبني مصر للديمقراطية الاقتصادية من شأنه أن يلقي بثقافتها إلى العالم العربي.