في كل بقاع العالم يعاني أطفال الأيتام مشكلات متعددة ، تواجه المجتمع المصري أيضاً ، بتقدمها النسيان والإهمال ، فقد فارق هؤلاء الأطفال أحد الوالدين أو كلاهما معاً ، والحقيقة هي فراقهم الحب والأمان ، ولكن زاد معاناة هؤلاء الأطفال فقدهم أبسط حقوقهم من مأكل وملبس وسكن نظيف ، فلم يجدوا أيتام جمعية " تحسين الصحة " بحي المناخ ببورسعيد ، حتى الرعاية و بلغت شكوى الأطفال إضرابهم عن الطعام ، طالبين فقط " نريد الحياة" . ونظم الأطفال والعاملين بدار الأيتام بجمعية تحسين الصحة، بحي المناخ ببورسعيد، أمس الجمعة، وقفة احتجاجية، لما وصل إلية الدار من سوء الخدمات بداخله، سواء "مأكل أو ملبس أو نظافة المكان"، ناهيك عن حالة المبنى المتهالك، وتدهور حالة الصرف الصحي، ودورات المياه بالداخل …. كل هذا الإهمال، ولم يجدوا من مجلس إدارة الجمعية التابع لها الدار سوى التجاهل لمطالبهم الطبيعية لحياة كريمة إنسانية . وارسل العاملين بالدار مذكرة عاجلة منذ ايام، لوزير التضامن الاجتماعي، ومحافظ بورسعيد، للمطالبة بتوفير ابسط الحقوق من مأكل وملبس وسكن ادمى ورعاية طبية جيدة،هذا بجانب شكواهم من تعنت " إقبال سرور" مديرة الدار واستبدادها في قراراتها، والتي تعد هي العامل الأساسي في تردى الأوضاع داخل الدار . "الإضراب عن الطعام" … هذا ما فعله أطفال دار الأيتام ببورسعيد، والبالغ عددهم 61 طفلا، لما واجهوه من حالة تجاهل تام من المسئولين بالمحافظة، بالإضافة لتنظيمهم وقفة احتجاجية أمام مبنى المؤسسة، رافعين لافتات يبحثون فيها عن من يغيثهم من سوء معيشتهم، والمعاملة السيئة التي يلاقونها من مديرة الدار . وتقدم أحد المقيمين بالدار بشكواه "للبديل" وهو "محمد ناجى 17 سنة " مقيم بالدار منذ 13 عاما فقال "أبي توفي وأمي ودعتني في هذا الدار لعدم قدرتها علي الإنفاق على أنا وأخوتي، وأنا في المرحلة الثانوية وأدرس بالتعليم التجاري" . "رفض الإعانات وطرد الأطفال بالدار" …. هذا ما قاله أحد العاملين بدار الأيتام، مؤكداً أن رئيسة الدار ترفض أية إعانات مالية أو عينية تصل للدار دون سبب, وكل تبرع يأتي إلى مكتبها تقول لصاحبه "الأطفال لدينا لا يستحقون التبرعات أعطيهم لمن يستحق"، كما أشار العاملين بالمؤسسة أن رئيسة الجمعية، قامت بطرد عدد من الأطفال لم يبلغوا السن القانوني ولازالوا بحاجة للرعاية، بخلاف حرمانهم من حقوقهم المالية . أما المبنى المتهالك، والصرف الصحي، ودورات المياه، فقد قرر محافظ بورسعيد بتشكيل لجنة هندسية تابعة لحى المناخ، وذلك لإجراء صيانة شاملة وبشكل سريع لمبنى الجمعية ليليق بالمعيشة و لتحسين الحالة النفسية لدى الأطفال. وفي تصريح للسيدة "إقبال سرور" مديرة مؤسسة دار الأيتام للبديل، قالت "أنا أعمل بهذا المجال لأكثر من 30 عاما بشكل مجاني ولا أتقاضي أي راتب نظير عملي، فأنا أهتم بالنظام والمواعيد داخل الدار سواء على الأطفال أوالموظفين، وأعرف أن هذا لا يلقى قبول الأطفال بالدار ولا الموظفين به" . مضيفة "إن الجمعية تم ترشيحها هي وعدد من الجمعيات بالمحافظات الأخرى، للمشاركة بمشروع تدريب لموظفي الجمعيات الأهلية أشرفت عليه وزارة التضامن الاجتماعي، بالتعاون مع مؤسسات أهلية وأستمر لمدة عام كامل"، وكنا نحصل على عائد شهري مقابل مشاركتنا بالمشروع التدريبي، وكان العاملين وأطفال الدار يستفيدون من تلك العائد، فبعد انتهاء العام الكامل للمشروع التدريبي، تم انقطاع المقابل الشهري فوجدت العاملين بالمؤسسة، يطالبونني باستمرار العائد، رغم انقطاعه من وزارة التضامن الاجتماعي فهل هذا منطقي؟" . كما استطردت مديرة الدار قائلة أنها قامت بمنع أحد المتبرعين بالوجبات الغذائية بشكل يومي للدار، وذلك لقيامه بتخصيص خمس وجبات متميزة بشكل يومي، لأحد أقربائه من العاملين داخل الجمعية، فرفضت هذا بعد أن أكد لها بعض الأطفال بالمؤسسة بأنهم يرون تلك العاملة تحمل الوجبات أثناء انصرافها بعد انتهاء وقت العمل الرسمي، على حد قولها . وأخيراً فهل ستحل مشاكل الأطفال اليتامى والعاملين البسطاء داخل المؤسسة بشكل سريع، ام سيطر الاطفال الى الاحتجاج مرة اخرى وإعلان الاضراب عن الطعام للمطالبة بأبسط حقوقهم فى الحياة ؟! .