في الوقت الذي تصاعدت فيه الدعوة لحملات مقاطعة أفلام"السبكي"، قبل شهور لما تقدمه من سينما تجارية لا تتناسب ومجتمعنا، وتسببها في إفساد الذوق العام،بحسب ما أكدته دعوات المقاطعة لهذه الأفلام ، كانت مفاجأة إعلان البيت الفني للمسرح قبل أيام عن تعاقده مع الفنان محمد رمضان –بطل أحد آخر أفلام السبكي – للقيام ببطولة العرض المسرحي الجديد "رئيس جمهورية نفسه" عن نص مسرحية "الدخان" لميخائيل رومان ،والمقرر عرضها في الأول من يناير القادم من إنتاج فرقة المسرح الحديث ،من إخراج سامح بسيوني. الاستعانة برمضان جاءت مع إعلان مسرح الدولة لإطلاق حملته الهادفة لاستعادة الجمهور لعروض مسرح الدولة،وهي الحملة التي ترفع شعار" المسرح المصري لكل مصري"، في محاولة لاستثمار نجومية النجم الشاب صاحب الإيرادات الأعلي الآن في السينما المصرية،وبطل الأفلام الأكثر انتقادا من قبل النقاد والمتخصصين. المسرحيون أكدوا ل "البديل"،قبولهم المؤقت لقرارالاستعانة بمحمد رمضان في مسرح تدعمه الدولة، معبرين عن أملهم في نجاح العمل نحو تحقيق المعادلة الأصعب"جذب الجمهور للمسرح دون ابتذال".. الكاتب والناقد المسرحي يسرى حسان قال ل" البديل"،بغض النظر عن الأعمال الهابطة التي قدمها محمدرمضان في الفترة الأخيرة، لست ضد الاستعانة به في مسرح الدولة ،,وعليناالاعتراف أن مسرح الدولة يعانى من هجر الجمهور،ولكن هذا لا يمنع ضرورة أن تكون الاستعانة بنجوم السينما التجارية هنابشروط مسرحالدولة، وأمام رمضان فرصة تقديم عمل جيد،يعتمد علي نص متميز لكاتب مهم،والشخصية التي سيؤديها في العمل هنا تمنحه فرصة تأكيد موهبته التي لا أنكرها عليه،بغض النظر عن ملاحظتي عليه فيما يتعلق بعدم قدرته علي التخلص من استعارة شخصية الراحل أحمد زكي ،التي ان تخلي عنها سيقدم لنا مذاقا مختلفا يحسب له كممثل موهوب. و يرىد. سيد خطاب - أستاذ الدراما والرئيس السابق للرقابة علي المصنفات الفنية ،أن الفنان فتوح أحمد-رئيس البيت الفني للمسرح، يحاولتقليد نفس خطي د. أشرف زكى عندما كان رئيسا لبيت المسرح، فيما يتعلق بالاستعانة بنجوم الصف الأول للوقوف علي خشبة مسرح الدولة ،وهي خطوات تحسب لفتوح أحمد إن نجح فيها، وقرار الاستعانة بمحمد رمضان ،خطوة نحو استعادة الجمهور، وفرصة لتأكيد موهيته من خلال نص مسرحي لكاتب بقيمة ميخائيل رومان ،بعيدا عن الأثر النفسي السيئ الذي تخلفه أفلامه السينمائية في مجتمعنا وبخاصة أوساط الشباب. وطالب المخرج سمير العصفوري،منح العمل فرصة الخروج إلي النور ومشاهدته قبل تقييم التجربة والحكم عليها ،قبل التسرع في تقييم خطوة إسناد البطولة لرمضان، وليس هناك ما يمنع من استغلال مسرح الدولة لنجوميته التي حققها من خلال السينما مؤخرا. وفي سياق متصل يتمني الفنان محمودالحدينى،تقديم الفنان الشاب محمد رمضان لعرض مسرحي يتوافق وتقاليد مسرح الدولة ،التي لا تقدم إسفافا ،وربما يكون هذا العمل بمثابة الفرصة لتغيير الانطباع الذي تركه في نفوس الجمهور الذي لم يتقبل نوعية السينما التي قدمها،وعليه إثبات قدرته علي أداء أدوار هادفة ،بعيدا عن السمة التجارية،إن نجح في ذلك سيكون مكسبا كبيرا لمسرح الدولة. وتساءلت الفنانة حنان مطاوع،لماذا لا نمنح محمد رمضان الفرصة ؟، خاصة إن كانت لديه نية تقديم نفسه كممثل موهوب بشكل مختلف عما عاهدناه عليه، ومن الواضح أنه يود التحرك باتجاه "بداية جديدة"،وعلينا عدم التسرع في إصدار أحكام علي العمل قبل مشاهدته ،وعلينا عدم التسرع في إطلاق دعوات لمقاطعته،وعلينا تشجيعه ،خاصة انه ممثل بارع ومتميز .