وصف الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان"، الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، بأن له وقع الزلزال الجيوسياسي على كل من العالم العربي السني وإسرائيل، وأنه كان بمثل صدمة لمنطقة الشرق الأوسط. واعتبر "فريدمان"، في مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست، يبدو وكأن له الأثر الأكبر في المنطقة منذ معاهدة "كامب ديفيد" للسلام، والثورة في إيران في سبعينيات القرن الماضي، ما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب القوى في المنطقة. ورجح "فريدمان" أن من شأن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، وتحسن الأوضاع في ما بينهم، قد يضع كل حلفاء أمريكا من دول العالم العربي السني في المنطقة على حافة الهاوية، بما في ذلك السعودية ودول الخليج ومصر والأردن. واستشهد "فريدمان" بمقال ل"عبد الرحمن الراشد"، أحد كبار الصحفيين بالشرق الأوسط، والذي قال فيه، "إن المملكة العربية السعودية سيكون عليها حماية نفسها من خطر النووي الإيراني، وسيكون ذلك من خلال سلاح نووي، أو إبرام اتفاقات من شأنها الحفاظ على توازن القوى الإقليمية وحماية المملكة ودول الخليج". وأوضح الكاتب أن الأمر له جوانب كثيرة، ففي حال رفع كل العقوبات عن إيران، سوف تتخذ طريقها بعيدا عن السوق الخليجية، كما أنها ستعمل على تطوير التكنولوجيا النووية، وهو ما لا تملكه الدول العربية. وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن السبيل الوحيد لنزع فتيل التهديد الإيراني للمنطقة، هو إنهاء برنامجها النووي وتغيير طبيعة النظام والعلاقات التي تربط البلدين، وفي حالة التوصل لاتفاق فإن العديد من الدول صاحبة المصالح في التعامل مع أمريكا والغرب ستكون مخولة داخل إيران بتغيير النظام، وخاصة بعد دمج إيران في الاقتصاد العالمي. واختتم الكاتب "فريدمان" مقاله، قائلاً "إن أمريكا الآن بحاجة إلى وزير خارجية لشئون الشرق الأوسط فقط، جنبا إلى جنب وزير الخارجية جون كيري، إذ إن استعادة العلاقات بين أمريكاوإيران، عقب 34 عاما من الحرب الباردة بينهما، هي صدمة موجعة للشرق الأوسط وهو ما سيتطلب مشاورات عديدة مع حلفاء أمريكا في المنطقة".