* طارق الشناوي : حالة احباط ويأس عند كثير من الفنانين من عدم تغيير مسار السينما بعد الثورة * ماجدة موريس : هذة النوعية من الأفلام السينمائية لن تنتهي حتي بعد مرور عدة سنوات قادمة * أحمد ماهر:لا أثق في أي محاولات للاخوان المسلمين لاثبات مدنيتهم , و محمد سعد فنان يمثل نموذج ايجابي للمواطن المصري كتبت – انجي لطفي لم تؤثر دعوات المقاطعة لافلام العيد في ايرادات الافلام التي اتسمت بالسطحية والاثارة والافيهات المبتذلة ، وبعض الافلام حققت ارقام قياسية في اسبوعها الاول ، وقال نقاد ان نوعية الافلام ليست جديدة علي سوق السينما المصري خاصة في الاعياد ، واعتبروا ايرادتها ليست دليلا علي تدني ذوق المشاهدين لان أفلام العيد تخاطب جمهور مختلف في مناسبة المطلوب فيها البهجة لا أكثر ، واعتبر بعض النقاد عملية تغيير أذواق الجمهور تمر بتنمية تعليمية وثقافية طويلة وممتدة لسنوات . علق الناقد طارق الشناوي علي نوعية هذه الأعمال انها ليست بجديدة علي السوق السينمائي وخصوصاً موسم الأعياد ، موضحا أن انحدار مستوي صناعة السينما لا علاقة له بفترة ما بعد الثورة أو اي وضع سياسي أو اقتصادي نمر به ، لأنها في النهاية تجارة تخضع لنظرية العرض والطلب ، وأوضح أنه لابد من اعطاء الاخوان المسلمين الذين انشأوا شركة انتاج للافلام السينمائية الفرصة في انتاج افلامهم وتقديم رؤيتهم فنياً ، لانه لا يمكن اقصاء طرف علي حساب طرف اخر وهناك أفلام موجودة بالفعل طبقت فيها بعض المناهج الاخوانية من خلال ارتداء البطلة للحجاب دون ضرورة درامية ، لكن هذه النوعيات التي امتد اسلوبها الي الدراما التليفزيونية والمسرحية لم تنجح ، كما في فيلم “كامل الاوصاف” علي سبيل المثال ، ومسرحية “الشفرة” كما أشار الشناوي انه لا خوف من دخول الاخوان المسلمين عملية الانتاج السينمائي أو الفني بشكل عام لأن الناس لديها وعي ذاتي تطبقه في امور حياتها دون ان ينتظروا اي عمل فني يوجههم الي المحرم والمحلل الخ . وعن دور الفنانين في مواجهة سينما افلام شارع الهرم ، أشار الناقد طارق الشناوي انه هناك حالة من الاحباط واليأس عند الكثير من الفنانيين من عدم تغيير مسار السينما بعد الثورة خصوصاً النجوم الكبار ، مؤكدا ان” البركة في بعض المخرجين والكتاب الشباب اللذين بدأوا بتغيير مسيرة الانتاج السينمائي وتحريره من سيطرة الكيانات الانتاجية الكبري قبل الثورة ومنذ عدة سنوات ” . وحول الجروبات التي دعت الي مقاطعة الافلام الهابطة عبر الفيس بوك قال ان المقاطعة جاءت لاسباب اجتماعية وليست لاسباب سياسية أو فنية ، لكن علي العكس الافيهات جاءت بمثابة حافز للمشاهدة عند فئه معينة من الجمهور خصوصاً من هم في مرحلة المراهقة . وأكد الشناوي أنه لا يمكن الحكم علي الثورة من خلال تغيير الذوق الفني للجمهور ، لاننا الان في مرحلة انتقالية ولم يتم استقرار الاوضاع حتي الان موضحا أن المسألة تراكمية ولكي تنجح الثورة في تغيير الاذواق الفنية لابد من تغيير التعليم والثقافة أي أن المسألة ترتبط بمراحل انتقالية ومدة زمنية كبيرة . أما الناقدة الفنية ماجدة موريس أشارت الي أن هذة النوعية من الأفلام السينمائية لن تنتهي حتي بعد مرور عدة سنوات قادمة ، لانها سينما مربحة و لها تجارها الذين يقومون بتشغيل اموالهم فهي سينما لا تحتاج الي فكرة او سيناريو جيد ، ولا تهتم بطرح قضايا أو معالجة موضوع ، لكنها تبحث دائماً عن الربح . وحول تسبب الازمة المالية في تراجع انتاج الافلام وابتذال موضوعاتها ، أكدت موريس أن الازمة المالية موجودة من قبل الثورة في صناعة السينما وستظل في تزايد ان لم تشارك الدولة ورجال الاعمال في دعم صناعة السينما وطرح افلام تقاوم هذه النوعية التجارية منها ،واتفقت موريس مع الشناوي في انه لا يمكن الحكم علي نجاح الثورة من عدمه من خلال تغيير الذائقة الفنية لدي الجمهور الأن الاننا نعيش مرحلة انتقالية وحالة عدم استقرار الاوضاع في البلاد . وعن دور الفنانين في مواجهة ظاهرة انحدار السينما أوضحت موريس انه يجب علي الفنان أن يحرص علي الاختيارات الجيدة لتقديم مستوي اكثر رقي ،واعربت موريس عن موقفها من مقاطعة الافلام مؤكدة انها ضد حملات المقاطعة التي يتم اطلاقها عبر موقع الفيس بوك ولكنها مع رفع مستوي وعي الجمهور وبالتدريج سيتم الانصراف عن مشاهدة الافلام الرديئة ،وأكدت أن أفلام هذا الموسم هي “أفلام عيد” وتعبر عن مناسبة وقتيه وأن المتفرج يبحث عن أي شئ مبهج لا غير ، فهذا ليس جمهور السينما الحقيقي ولكنه جمهور الاعياد ، وهؤلاء هم الذين لديهم أمزجة في مشاهدة الافلام التي تحتوي علي افيهات والفاظ مبتذلة. وعن موقفها من دخول الاخوان المسلمين لمجال الانتاج السينمائي قالت انها لا تعارض وجودهم ولكنها لا تتفق مع الفكرة . أما المخرج أحمد ماهر اشار الي أن العيد هذا العام هو العيد الاول بعد الثورة ، وبعد فترة عصيبة تعرض لها الشعب المصري ، “الناس عايزة تضحك وتفرح وبس” وأوضح أن هذة النوعية من الافلام بمثابة التنفيس لان المشاهد المصري خارج من كبت سنوات طويلة . وأعرب ماهر عن سعادته بأداء الفنان محمد سعد في فيلم “تيك تاك بوم ” مؤكدا أن سعد فنان يمثل نموذج ايجابي للمواطن المصري، ولكن ينقصه أن يتحرك معه فريق عمل بكفائه عالية ، وحذر ماهر أن صناع السينما سيسقطون مثلما سقط الرئيس مبارك ان لم ينتبهوا الي تغير وعي الشعب المصري ، فعلينا أن نصنع سينما للعيد ولكن علينا مواجهتها بالاعمال الاخري الأكثر قيمة ، فلا يفل الحديد الا الحديد . كما علق المخرج أحمد ماهر حول دخول جماعة الاخوان المسلمين في مجال الانتاج السينمائي ، انه لا يثق في اي محاولات يقوم بها الاخوان لاثبات انهم ليسوا جماعة متشددة وأنهم مجددين ، لكنهم يحاولون الدخول في هذا المجال لتحسين الصورة الذهنية التي اخذها عنهم العالم ، لكنهم بالفعل غير مؤمنين بالفن وانما يستغلون الفن لصالح حسابتهم السياسية وأشار ان أي تيار ديني يصنع افلام موجهه يتنافي مع فكرة الفن لان الفن ليس أداة للدعاية والترويج والا تحولت الي مجرد أفلام دعائية ، وأوضح أن الثورة لم تكتمل بعد حتي نحكم عليها بتغييرها للمفاهيم والاذواق الفنية مؤكدا أن عملية تبديل الأذواق تحتاج الي وقت ومراحل كثيرة .