نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية مقالًا لها اليوم عن محاولة روسيا ملء الفراغ الذي تركته أمريكا في دول الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة الصهيونية: إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وقف واثقًا من نفسه بلا حراك في مقابلته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، حتى عندما مدحه "نتنياهو" لما فعله ببلورة الاتفاق الذي يخص تفكيك الأسلحة الكيماوية بسوريا، ف"بوتين" كان لديه الحق كله في ثقته هذه فهو الآن رائد في منطقة الشرق الأوسط. و أشارت إلى بعض أسباب ثقة "بوتين": فأولًا وجود وزير الخارجية الروسية في مصر منذ أسبوعين، ومجيء "نتنياهو" زاحفًا يوم الأربعاء إلى روسيا، و مقابلته مع رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" يوم الجمعة، موضحة أنه بعد أن كانت سوريا أمل روسيا الوحيد في الشرق الأوسط ، الآن معظم زعماء دول الشرق الأوسط يسعون وراء روسيا، مضيفة أن سياسات أمريكا الخارجية وترددها أدت بحلفائها إلى البحث عن شركاء أعمال آخرين، حيث أشار وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيغدورليبرمان" إلى أنه لا يجب على أي دولة بالشرق الأوسط أن تعتمد على الولاياتالمتحدة. وتابعت أنه بسبب تعثر الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط على مدار الثلاث سنوات الماضية، بدأت الدول بالمنطقة البحث فى اتجاهات أخرى. فتركيا لجأت إلى الصين من أجل صواريخ دفاعية، والسعودية لجأت لفرنسا لتجديد سلاح البحرية السعودي، وتسعى مصر إلى تجديد العلاقات مع روسيا، لكن مصر ليست الدولة الوحيدة التي لجأت إلى روسيا فالسعودية و دول الخليج لجأوا لها؛ لوقف إيران عن تطويرالأسلحة النووية بما أن أمريكا غير راغبة بوقفها. و أوضحت الصحيفة الصهيونية أن السعودية و روسيا لا يتشاركان نفس المصالح، فروسيا تساند" بشار الأسد" و دول الخليج تحاول عزله، لكن بالنسبة للسعودية ومعها إسرائيل فإن هذه مسألة ثانوية، لكن المسألة الإيرانية هى الأهم الآن، وتابعت أنه إذا ساعدت روسيا في المسألة الإيرانية فستتغاضى السعودية عن رفضها لسياسات روسيا بالنسبة لسوريا. و اختتمت مقالها بأن روسيا كانت على الهامش بالنسبة لدول الشرق الأوسط منذ شهور قليلة، لكنها الآن تملأ الفراغ الذي تركته أمريكا بالمنطقة.