كان الشهيد «جابر صلاح»، الشهير ب «جيكا» أول شهيد يسقط برصاص الداخلية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، خلال الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود، لذلك تحول «جيكا» إلى أيقونة من أيقونات الثورة ضد حكم جماعة الإخوان بعد أن قتل على يد الداخلية، وبدلا من أن تحقق الجماعة ومندوبها في القصر في مقتله، أو حتى ترتكب الأسوأ بتجاهل الحادث، اختارت المنحى الأسوأ على الإطلاق، بأن سعت إلى تشويه صورته ووصفته ب «البلطجي». «جيكا» كان أحد أعضاء حركة 6 أبريل، وكان من المؤيدين للرئيس المعزول، الذي خرج من جماعة لم تراع حرمة دمه، ولا حرمة موته، كان «جيكا» من المحتفين بفوز مرسي، ليرد له مرسي هذا الاحتفاء احتقارًا وتشويهًا وانتهاكًا لسيرته عقب وفاته، فكانت تلك الانتهاكات سببًا في أن يتصدر «جيكا» أيقونات وشعارات المعارضة لسياسات مرسي بعد تسلمه رئاسة الجمهورية. أصابت قوات الأمن الراحل جابر صلاح بمقذوف ناري في الرأس أثناء مشاركته في إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، وذلك خلال الاشتباكات التى دارت بينهم وبين الماظاهرين، تم نقله إلى مستشفى القصر العيني حيث توقف قلبه هناك عدّة مرات قبل أن يتم وضعه على أجهزة الإنعاش دون جدوى بعد 5 أيام من وصوله، مما ساهم في احتدام الغضب، انتقادا لأداء رئيس الجمهورية آنذاك، بسبب عدم تغير ممارسات وزارة الداخلية واستخدامها القوة المفرطة واتباعها سياسة القتل مع سبق الإصرار والترصد لكل من يعارض الجالس في القصر، وهذا ما أكده والد الشهيد «جابر صلاح» في هذا الحوار.. ماذا تقول في الذكرى الأولى لوفاة «جيكا» والثانية لأحداث محمد محمود؟ حق جيكا هيرجع، وحق كل واحد اتقتل على أيدي الداخلية أو المجلس العسكرى السابق. أنا واثق من ده لأن ربنا اسمه «العدل»، ولأن فيه ثوار وضعوا حياتهم على كفهم، في مقابل القصاص، ومصممين عليه، هؤلاء هم بوصلة الشعب لتحقيق أهداف الثورة، اللى كانت مطالبها «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية». ما رأيك فيما يحدث الآن على الساحة السياسية؟ الحكومة الحالية جاءت فى وقت صعب، وأنا مؤمن أنها حكومة انتقالية لا تملك الصلاحيات الكاملة، ولا الوقت الكافي للإصلاح، والوضع الحالى مرتبك وغير واضح، فالصورة مشوشة، قد تتضح في الأيام القليلة المقبلة، بعد وضع الدستور وإجراء الانتخابات. ماذا تريد من الرئيس القادم؟ العدل فقط، فالعدل ما زال غائبا حتى الآن، وأود أيضا أن أرسل إليه رسالة قبل أن يحدد الله اسمه، أقول له من الآن: «احذر، واتق غضب جيل الثورة، أنت لست أفضل ممن سبقوك، وزى ما حصل مع مبارك ومرسى ممكن يحصل معاك، فالجيل الحالى لا يقهره أحد ولا يستطيع أحد تكميمه». هل يعد عزل مرسى والقبض عليه قصاصًا ل «جيكا»؟ هذا جزء من القصاص، والجزء الثانى متوقف على محاكمة عادلة لقيادات وزارة الداخلية، الذين أثق أنهم يومًا ما سيحاكمون جميعًا. ما رأيك فى دعوات الإخوان للنزول لإحياء ذكرى محمد محمود؟ حسبى الله ونعم الوكيل فيهم، فهم آخر ناس تتكلم فى الموضوع ده، لأنهم خانوا الدم والثورة.