نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا لها عن زيارة الوفد الروسي لمصر خلال اليومين الماضيين لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وعن استئناف العلاقات الروسية المصرية مجددا إثر توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدة و مصر. وقالت الصحيفة البريطانية أن مصر استقبلت بحفاوة أهم وفد روسي جاء للقاهرة منذ سنوات، مما أدى إلى تكهنات عديدة بِشأن أن التحالف بين واشنطن و مصر في خطر خاصة بعد انتقادات الغرب لتدخل الجيش في الاطاحة ب "مرسي". و أضافت الصحيفة حرص "نبيل فهمي" وزير الخارجية المصري على تأكيد أن العلاقات الأمريكية المصرية ليست مهددة و أن زيارة الوفد الروسي ليست إلا لتعزيز العلاقات المصرية مع موسكو، و هذا ليس من المفروض أن يعرض أي علاقات حالية مع واشنطن للخطر. و أوضحت "الإندبندنت" أن وزير الخارجية الروسية "سيرجى لافروف" كان على رأس الوفد، و شمل الوفد أيضا وزير الدفاع الروسي "سيرجى شويجو" مما أدى إلى التكهنات بأن مصر تخطط لإعادة موازنة سياستها الخارجية عبر الإتفاق على صفقة أسلحة كبيرة مع موسكو. و أشارت الصحيفة إلى سعى مسئولي البلدين إلى نفي هذه التكهنات، مضيفة أن الأحداث على مر الثلاثة شهور الماضية أكدت نوعا ما نظرية سعي مصر لإيجاد تحول سياسي بعيدا عن أمريكا، أو إظهار استياء مصر الكبير من حليفتها واشنطن على الأقل. و تابعت الصحيفة البريطانية بأن الأمريكان استنكروا الإطاحة ب "محمد مرسي" في 3 يوليو الماضي، موضحة أنه بعد أحداث 14 أغسطس تدهورت العلاقات المصرية الأمريكية أكثر، حيث جمدت أمريكا مؤقتا ما يعادل 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها أمريكا للجيش المصري، من دبابات و مروحيات و صواريخ و طائرات مقاتلة. و لفتت الصحيفة أن هذه الخطوة من قبل أمريكا عززت شعور المعاداة لواشنطن لدى الشعب المصري، خاصة وأن هذا تزامن مع دعوة الوزراء المصريين لتعزيز الترسانة المصرية عبر تنويع مصادر التسليح مثل روسيا، مشيرة إلى أنه مؤخرا ظهرت في مصر صورة كبيرة للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" و بجانبه عبارة "وداعا وداعا لأمريكا". و في سياق متصل تطرقت صحيفة "بابليك أوبينيون" الأمريكية للحديث عن نوع الأسلحة التي تريدها مصر خلال الصفقة التي تسعى لعقدها مع روسيا. حيث أضافت الصحيفة الأمريكية أن المسئولين لم يقدموا أي تفاصيل عن أن هناك صفقة أسلحة تتم مناقشتها في المحادثات بين روسيا و مصر خلال زيارة الوفد، ونقلت عن وكالة "انترفاكس" الروسية أن مصر أظهرت اهتمامها لشراء أنظمة دفاع جوي صاروخي روسي و طائرات مقاتلة من طراز (ميج 29) و طائرات هليكوبتر قتالية و أسلحة أخرى، لكن الوكالة الروسية نقلت عن مسئول روسي أنه من غير المحتمل عقد أي صفقة في المستقبل القريب بين البلدين نظرا لعدم قدرة مصر على تحمل النفقات المالية الخاصة بتلك الصفقات. و أشارت "بابليك أوبينيون" في السياق ذاته إلى اقتراب مصر من توقيع صفقة أسلحة مع روسيا قيمتها 2 مليار دولار لشراء 24 طائرة ميج و صواريخ مضادة للدبابات و نظام دفاع جوي، على حد ما نقلته عن قيادي سابق بالجيش المصري. واختتمت الصحيفة البريطانية المقال بأن العلاقات المصرية الروسية كانت من أقوى العلاقات الخارجية لمصر في عهد الرئيس الراحل"جمال عبد الناصر"، لكن عندما تولى الرئيس الراحل "أنور السادات" الرئاسة طرد حوالي 20000 مستشار عسكري سوفيتي من مصر في إعادة لترتيب السياسة الخارجية لمصر مما أدى إلى بدء العلاقات المصرية الأمريكية.