زيارة وفد من كبار المسئولين في روسيا وعلي رأسهم وزيرا الدفاع والخارجية. استحوذت علي اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الدولية. اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المحادثات المصرية- الروسية قد تكون مؤشرا علي وجود تحول هائل في السياسة الخارجية لمصر. وأشارت الصحيفة البريطانية -في تعليق أوردته علي موقعها الإلكتروني - إلي أن المحادثات التي أجريت بين وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرجي لافروف تأتي في ظل توتر العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة. الممول المادي والعسكري الرئيسي لمصر منذ فترة السبعينيات. ولفتت الصحيفة إلي أن هذا التوتر جاء علي خلفية عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وأن مصر طالما كانت الحليف العربي الأقرب إلي روسيا لمدة عقدين من الزمن. بدءا من فترة الخمسينيات. تحت عنوان "روسيا تستعرض عضلاتها في الشرق الأوسط بمحادثات رفيعة المستوي في مصر" ألقت صحيفة " الديلي تليجراف" الضوء علي زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين إلي القاهرة لإجراء محادثات مع نظيريهما المصريين. في خطوة من جانب موسكو لفتح جبهة جديدة في إطار مساعيها لانتزاع النفوذ في الشرق الأوسط من قبضة واشنطن. صحيفة "الاندبندنت" البريطانية رأت من جهتها أن حفاوة الاستقبال التي حظي بها الوفد الروسي رفيع المستوي في مصر يقود إلي التكهن بأن التحالف القديم الذي دام عقودا بين القاهرةوواشنطن تحت التهديد. لكن -والحديث للصحيفة- بالنظر إلي درجة الجمود التي شابت التحالف المصري الأمريكي خلال الشهور الماضية. فسر بعض المحللين زيارة الوفد الروسي رفيع المستوي لمصر علي انها ضربة موجهة لواشنطن. ونقلت " الاندبندنت عن اليكسي مالاشينكو من مرك " كارنيجي" في موسكو قوله إن العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة تدهورت منذ الصيف الماضي. وإن المصريين حاليا يتطلعون لإمكانية تحسين العلاقات مع روسيا. ولفتت "الاندبندنت" إلي أن وجود وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو علي رأس الوفد الروسي لمصر أدي إلي التكهن بأن مصر قد تكون تخطط لإعادة توجيه سياستها الخارجية من خلال إبرام صفقة سلاح كبيرة مع موسكو. ذكرت صحيفة "هفينجتون بوست" الأمريكية إن روسيا أصبحت بديل الولاياتالمتحدة في مصر علي الرغم من سعي وزير الخارجية نبيل فهمي للتقليل من شأن التكهنات حول تحول السياسة الخارجية المصرية.. وأشارت الصحيفة إلي تطلع مصر للتعاون مع روسيا في مجالات متعددة وتسعي لتكوين علاقة قوية مستقرة مع روسيا وذلك لأهمية روسيا في الساحة الدولية.. ونوهت الصحيفة إلي قول نبيل فهمي عقب اجتماعه مع نظيره الروسي: بأن مصر لا تبحث عن بديل لأحد وأن روسيا لها ثقلها ووزنها ولا يمكن أن تكون بديلا لأحد. قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن مصر كانت الحليفة العربية الأقرب لموسكو لمدة عقدين بدءاً من الخمسينات. خصوصا مع دعم الاتحاد السوفيتي لجمال عبد الناصر. إلا أن السادات في عام 1972 أطاح بالآلاف من المستشارين السوفييت وعدل من السياسة الخارجية لمصر لتقترب أكثر من أمريكا. ثم أخذت علاقة مصر مع روسيا منعطفا سيئا حين غزت روسياأفغانستان عام 1979. إلا أن هذه العلاقة تتحسن علي مدار الأعوام بسبب السياح الروس الذين يأتون لمصر كل عام". كما علقت الوكالة علي العلاقات المصرية الأمريكية حيث قالت: "جمدت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي جزءاً كبيرا من معونتها العسكرية لمصر. وهو ما أغضب المصريين وغذي تكهنات في الإعلام المصري بشأن نية مصر في عقد صفقة أسلحة بمليارات الدولارات مع روسيا".