قالت صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية اليوم، إن هناك مقترح لتعليم الأطفال الإسرائيليين عن المحرقة اليهودية "الهولوكوست" ابتداء من سن الخامسة، مما أثار الجدل بين المعلمين والآباء، كما أوضح النقاد أنه من غير المناسب الكشف عن هذا التاريخ والصدمة اليهودية لتلك العقول الصغيرة. وأضافت الصحيفة أن أنصار المشروع يقولون إنه يجب على وزارة التعليم الإسرائيلية كشف النقاب عن المحرقة، حتى يصبح الأطفال على بينة بالأحداث الماضية منذ سن مبكرة، ويشاركون الأسرة إحياء ذكرى الهولوكوست، فمن الأفضل أن يكونوا على دراية بالحقائق الحساسة والإجابة على أسئلتهم بشكل صحيح. وأشارت إلى أن المدارس الإسرائيلية تبدأ تدريس تاريخ المحرقة من سن 11 عاما، وفي سن 16 يسافر الطلاب لزيارة "أوشفيتز" وهو نصب تذكاري في بولندا خاص بالهولوكوست. وذكرت الصحيفة البريطانية أنه سيتم إعداد المواد التعليمية بالتعاون مع مؤسسة "ياد فاشيم"، كما قالت"شولاميت امبير" المدير التربوي للمدرسة الدولية لدراسات المحرقة:"لن يتم تدريس هذا الموضوع بشكل مكثف للأطفال الصغار، ولكن فقط لبضع ساعات في إطار الاستعداد ليوم الذكرى". ويقول "إيرك كوهين" أستاذ التربية في جامعة بار إيلان:" الأطفال لديهم ردات فعل صغيرة ولكنها فعالة، حين يسمعون صفارات الإنذار دقيقتين حداد على الضحايا في المحرقة، فهم يعرفون أن شيئا ما يحدث وينتابهم الخوف والفضول، ولذلك علينا أن نقدم إجابات لأسئلتهم، والسؤال هنا، كيف نفعل ذلك بطريقة مناسبة، بدون قول إن النازيون قد نظموا عملية إبادة جماعية ضد اليهود، يجب أن نبدأ خطوة بخطوة". وفي دراسة قام بها "كوهين" في 2010، وجد أن نحو ثلاثة أرباع المعلمين في السنوات السبع الأخيرة يريدون تكريس المزيد من الوقت لتدريس المحرقة، كما أن الطلاب يرغبون في معرفة المزيد. ولفتت الصحيفة إلى أن الآباء والأمهات أعربوا عن قلقهم من تلك المسألة، مؤكدين أنه هناك ما يكفي من التوترات والضغوط في الحياة فلا داعي لصدم الأطفال بالمحرقة دون إعدادهم نفسيا. وأوضحت أن القضية تشغل الأوساط الإعلامية في إسرائيل، فقد كتب "نيلي كيرن" في صحيفة "هآرتس"، وهو باحث في المحرقة:"نحن غير مستعدين لتنشئة جيل مشبع بالقلق، نحن نريد جيل يحب الإنسانية ويحب بلده". ولفتت الصحيفة إلى أن بعض السياسيين الإسرائيليين يعتمدون على الهولوكوست لدعم مواقفهم السياسية الخاصة بهم، كرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" فكثيرا ما يستشهد بالمحرقة في إشارة إلى نوايا النظام الإيراني لمواصلة برنامجه النووي. يقول النقاد إن التركيز بشكل كبير على الماضي يمكن أن يخلق شعورا بالاضطهاد الأبدي والقومية وكراهية الأجانب، ويقول آخرون إن دراسة المحرقة وزيارة المعسكرات تعمل على تكوين الهوية اليهودية.