أحمد بهاء الدين: ما يحدث الآن تكرار لسيناريو الخمسينيات رفعت السعيد: روسيا تستغل الخطأ الأمريكي لاستعادة مكانها في المتوسط عبد الغفار شكر: تجديد التحالف مع روسيا يبعد مصر عن التبعية بعد إعلان روسيا عن قيام وزير الدفاع "سيرجي شويجو"، بزيارة رسمية إلى "صربيا" و"مصر"، في فترة 12-15 نوفمبر، على رأس وفد يضم عددا من المسئولين الروس الآخرين، بينهم النائب الأول لرئيس هيئة التعاون العسكري الفني، "أندريه بويتسوف"، ومسئولون في شركة تصدير الأسلحة الروسية "روس أوبورون إكسبورت". استطلعت "البديل" رأي عدد من السياسيين حول أهمية هذه الزيارة, في هذا التوقيت, الذي تسعى الولاياتالمتحدة فيه إلى استعادة علاقتها مع مصر. قال "أحمد بهاء الدين شعبان" وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري، إنه لاشك في أن زيارة وزير الدفاع الروسي تكتسب أهمية قصوى خاصة في حالة الصراع على السلطة الذي تشهده مصر, وبعد تطورات العلاقات بين مصر وأمريكا. وأضاف بأن من يقارن ما حدث في أوائل الخمسينيات بعد ثورة يوليو وما يحدث الآن يجد ثمة ارتباط, فعندما حاولت مصر إنجاز مشاريع للتنمية والتطور, وسعت لبناء جيش قوي توجهت بداية إلى أمريكا فساومتها بالتبعية, وتمردت مصر وقتها, وتوجهت للإتحاد السوفيتي لاستيراد أسلحة، ونجحت في بناء دولة قوية، بل وقومية عربية أيضا. وتابع بأن الأمر متشابه الآن فأمريكا حاولت الوقوف ضد الشعب المصري ورغباته, والضغط على اقتصاده بقطع جزء من المساعدات, فلجأت مصر إلى المعسكر الشرقي لكي تتخلص من التبعية, وهو ما تم بالفعل حيث بدأت أوكرانيا في تقديم المساعدات العسكرية لمصر, والوفود الشعبية التي تذهب من مصر تساهم في رسم علاقات جديدة تحدث توازن. وأوضح الدكتور "رفعت السعيد" أمين المجلس الاستشاري بحزب التجمع, أن روسيا غير الإتحاد السوفيتي, ومن الطبيعي أن تهتم بالأوضاع في مصر, وتقوم بتوطيد علاقتها مع النظام الجديد, مشيراً إلى أن وضعها في سوريا تحسن, وتسعى إلى تقويته مع مصر, لتحصن نفسها بوجودها في المياه الدافئة بالبحر المتوسط. وأشار إلى أن هناك منافسة شديدة بين روسياوالولاياتالمتحدة, بعد أن ارتكبت الأخيرة أخطاء كبيرة في علاقتها مع مصر, في حين أن روسيا تستجيب للرغبة المصرية في تحسين العلاقات عن طريق صفقات أسلحة وخلافه. وقال "عبد الغفار شكر" رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, إن المسئولين في مصر قالوا إنهم لم يستبدلوا الولاياتالمتحدةبروسيا وأنهم حريصون على الإبقاء عليها, ولكنهم يفتحون فقط علاقات مع دول أخرى للتنوع ليس أكثر. وأوضح أن أهمية زيارة وزير الدفاع الروسي, تقدم المجال لاستعادة العلاقة بحليف سابق وبالتالي, حيادية العلاقة وتجديد دماءها, وتعزيز من استقلال القرار السياسي من خلال تنويع العلاقات الخارجية, وعدم الاعتماد على مصدر واحد في العلاقات العسكرية, لأن هذا يخلق نوع من التبعية, وعندما تتنوع التجارة الخارجية والتكامل الاقتصادي يصبح القرار مستقل.