حينما اجد الليبراليين والاخوان والعلمانيون عموما يشيدون بالنموذج التركى, اذا فتركيا هى الحل ... لم يجتمع هؤلاء الا مرة واحدة فى تاريخ مصر اثناء الثورة و حتى لم يكملوها مع بعض ثم سرعان ما ظهر مفترق الطرق وأخذ كل منهم طريقه رغم ان الهدف كان و لازال واحد تركيا ذات الاغلبيه المسلمه والدستور العالمانى والحكومه الاسلاميه تجسد لنا نموزج من الصراع السلمى الديمقراطى المتحضر و نموذج ايضا لتحول ديمقراطى فى بلد مسلم وو ليس لمجرد انه بلد مسلم كان آخر عاصمه للخلافه كما يدعو مؤيدين الخلافه بل لان مواقف تركيا على الساحه العربيه او الشرق الاوسط عموما جعلت منها قوي عظمى رغم عدم استخدمها لجيوش بل الاعتماد على المواقف الدبلومسيه فى ظل تراجع مواقف العرب المخزي من قضايا العرب انفسهم وعلى راسها فلسطين . تركيا ذات 72 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2008 و ذات الاغلبيه المسلمه السنيه (85-90%) و ما يقارب (10-15%) شيعة علويون و مع اقليات دينيه اخرى مثل 0،01% المسيحيون الأرثوذكس و 0،04% يهود فهى تقارب الى حد ما من التركيبه السكنيه المصريه مع اختلاف النسب و ايضا بها مجموعه من الأختلافات العرقيه و القبليه من ابناء تركيا مثل الغاغازية، الأوزبكية، التركمانية،و منهم من لهم اصول غير تركيا مثل الأكراد والعرب والشركس والجورجيون و هذا ايضا وجه شبه اخر بين مصر و تركيا فمصر بها النوبيين في الجنوب والبجا ” العبابدة والبشاريون “جبال البحر الأحمر وعرب والبدو الرحل يتعيشيون جميعهم تحت سماء مصر فى مصر يتمتعون بكامل حقوق المواطن فى ظل دوله مدنيه بأستثناء ما افسدة النظام السابق بالتعامل مع بعض الملفات بشكل أمنى مثل البدو فى سيناء و النوبين فى أسوان . لماذا تركيا هلى الحل ... رغم ان هناك دول ذات حكومات اسلاميه بشكل او بأخر فالإجابة عزيزى القراء لانها الدوله ذات الحكومه الاسلاميه الوحيدة التى تعيش فى رخاء الى حد ما بالمقارنه مع السودان و الصومال و افغنستان و ايران و السعوديه و كل الدول التى تسيطر عليها حكومات او انظمه تدعى انها اسلاميه فأهل تركيا يعيشون فى جنه الله فى الأرض فهم ليسوا فى رخاء الصومال اوحرية ايران اوامان افغانستان اوتحضر باكستان او وحدة السودان اوائتلاف العراق اوإخاء لبنان او حتى ديموقراطية السعودية . لان و بكل بساطه ليس لديهم طلبان اوابناء عبد الوهاب بأفكرهم المتطرفه او حسن الترابى بأفكارة الرجعيه او الملشيات الدينيه المسلحه التى تقتل الشيعيه منهم السنيه و السنيه منهم الشيعيه و تقسم الدوله الى طوائف و هذا هو ايضا حال لبنان و العرقيه و التى مذالت اثارها تحكى عن حروب شوارع بين اهالى البلد الواحد من اجل سيطرة الدين و العرق . رغم تمسح الاخوان بأستمرار فى النموذج التركى و بالتحديد فى رجب طيب اردوغان رئيس الحكومه و وصف اردوغان بالأخوانى اصبح امر شائع و خاصه ان الكل يعلم ان أربكان معلم كل من أردوغان عبد الله جول هو عضوا فى الاخوان المسلمين و الذى اسس عدة احزاب ذات هوايه أسلاميه مثل النظام الوطني وحزب السلامة الوطني ثم بعدها حزب الرفاة و الذى تم حظرة عام ل1991 بسبب انتهاك مواثيق علمانية الدولة وهو كان حزب يمثل الاخوان المسلمون فى تركيا و كان يضم كلان من الرئيس التركى الحالى و رئيس الوزارء ايضا عبدالله جول و أردوغا ويمنع احترام جول و أردوغان لزعيمهم و معلمهم أربكان من الاختلاف معهم في الرأي وأن يقوم هو والطيب أردوغان بقيادة حركة تجديدية داخل التيار الإسلامي في تركيا نتج عنها تأسيس حزب العدالة والتنمية . لكن فى الحقيقه شتان الفارق بينها رجب طيب أردوغان أعلن عند تأسيس حزب العدالة والتنمية “سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية ” فى الوقت نفسه فى مصر نجد جماعه الاخوان المسلمين تعمل بسياسه خالف تعرف مع القوى المدنيه و الليبرليه و مزايدة مستمرة من الاخوان المسلمين على هويه الدوله ولكن استعراض القوة قبل الانتخابات قد يتطلب اختلاق الازمات و جعل المواطنين يشعرون بالخطر على دينهم و هويتهم . الاخوان المسلمين فى مصر مازالت تنظر الى نفسها نظرات التعالى و السمو تفتقر للتواضع و الحنكه التى يتمتع بها قادة العدالة والتنمية و على رأسهم رجب طيب أردوغان لم يضيع وقت طويل فى الدستور أولاً ام الانتخابات أولاً و ايضا لم يكون من المتشدقين بالشريعه الاسلاميه وجعلها قاعدة للهجوم على كل من يختلف معه ايديولوجيا بل له قصه شهيرة فى مؤتمر لممثلي المنظمات الإسلامية عقد في التسعينيات. تحدث فيه السيد رجب طيب أردوغان الذي كان رئيسا لبلدية اسطنبول وقتذاك. فلم يشر إلى تطبيق الشريعة أو نشر التعاليم الإسلامية بين الناس، وإنما قال للحاضرين إنه سيعمل على حل مشكلة الصرف الصحي في مدينته، وهو ما ضج له الحاضرون بالضحك, لذالك تدرج رجب طيب أردوغان فى المناصب حتى اصبح رئيس وزراء تركيا و تقدمت معه تركيا و ظل من كانوا يضحكون فى القاعه هم و بلادهم يضحكن يوم و يضحك عليهم مائه يوم .