أطفال الشوارع: الشارع أحن علينا من مؤسسات الرعاية وأهالينا مواطنو القليوبية: أطفال الشوارع ظهرت نتيجة ضغوط الحياة والتفكك الأسرى "بسنت" هو اسم طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات تعيش وسط مجموعة من الأطفال فى شوارع مدينة بنها يطلق عليهم المارة اسم أطفال الشوارع، وتتمنى بسنت لو تعرف لها أهلا، لكنها لا تعلم سوى اسمها ولا تعلم من قام بتسميتها، وتتمنى أن تدخل المدرسة وتتعلم وترسم وتلعب مثل باقى الأطفال فى مثل سنها، لكن قدرها أجبرها على اللجوء للشارع فهى لا تعرف مكانا غيره لتعيش به. ظاهرة أطفال الشوارع ليست بجديدة فى المجتمع المصرى وأخذت فى الاتساع والانتشار على مستوى المجتمعات النامية تحتاج للمواجهة فأطفال الشوارع وإن كانوا مجنى عليهم بسبب الظروف التى أحاطت بهم وجعلتهم يتخذون الشارع حاميا لهم، إلا أنهم يشكلون خطرا على المجتمعات بسبب الأساليب التى يلجأون إليها من التسول وشرب السجائر وتعاطى المخدرات وشم " الكلة". التقت " البديل " مجموعة ممن يطلق عليهم " أطفال الشوارع " فى القليوبية والذين يعتبرون من الأموات لكونهم غير مقيدين بالسجلات الحكومية، أثناء تجولهم على منطقة كورنيش النيل ببنها للقيام بالتسول منهم من خاف من الكلام وشعر بالقلق ومنهم من تبدو عليه الجرأة ولا يخشى أحد وحتى رجال الشرطة، كما شاهدت البعض يدخن السجائر والآخر يضع علب الكلة فى فمه. وقال أحمد سعيد 13 سنة: إن الشارع هو مكان واسع أحن عليهم من مؤسسات الرعاية والتى يتبع فيها أساليب عنف، مشيرًا أنه دخل من قبل لمؤسسة رعاية أحداث وقام بالهروب لما تعرض له من إهانات وضرب قائلًا، إن سبب لجوئه للشارع هو وفاة والده ووالدته ولا أحد من الأقارب يريده أن يعيش معه على سبيل أنهم لا يريدون عبئا عليهم. وقالت مريم صفوت 10 سنوات إنها لا تعلم مكان لوالدتها وتتأمل جيدًا السيدات فى الشارع لترى حنيتهم مع بناتهم، وتتمنى لو أن والدتها تعرفها وتأخذها فى أحضانها، لكنها لا تعلم لها ملامح ولا تعلم متى أصبحت فى الشوارع. أما محمود حامد 15 سنة فقال إن والده توفى ووالدته تركته وهو طفل فى العام السابع وتمنى لو لديه شقة يعيش بها، لكن لا أحد يسأل عنه، وقال الطفل أحمد موسى إنه لا يعلم أين منزله بعد أن قامت والدته بتغيير مسكنهم وأنه أصبح من أولاد الشوارع بعد وفاة والده وتمنى لو لدية سرير يكون أحن عليه من رصيف الشوارع، لكن أصبح الشارع هو ملجأى و" الكلة" أصبحت إدمان لديه. واختلفت آراء المواطنين فى محافظة القليوبية حول انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، حيث قال محمد سامى موظف إن ظاهرة أطفال الشوارع ظهرت بسبب معاناة الأطفال النفسية والاجتماعية وكونهم أطفالا من أسر تفككت ويواجهون جملة من ضغوط نفسية وجسدية واجتماعية لم يستطيعوا التكيف معها فأصبح الشارع مصيرهم. وتقول نادية إبراهيم موظفة إن طفل الشارع هو طفل عجزت أسرته عن إشباع حاجاته الأساسية الجسمية والنفسية والثقافية بسبب عدم قدرتها وضغوط الحياة ومحاولة مواكبة التغيرات التى تطرأ على المجتمعات، دفع به إلى واقع آخر يمارس فيه أنواعًا من النشاطات لإشباع حاجاته، وأطفال الشوارع تنقسم إلى قسمين منهم من يعملون طوال النهار في الشارع ثم يعودون إلى أسرهم ليلاً للمبيت، وأطفال الشوارع الذين تنقطع علاقتهم مع أسرهم أو ليس لهم أسر من الأساس. ويرى ممدوح محمد أن أطفال الشوارع يميلون للعدوانية والشغب والعناد ومعظمهم لديهم نوع من العدوانية نتيجة الإحباط النفسي الذي يصيب الطفل جراء فقدانه الحب داخل أسرته، ويزداد الميل إلى العدوانية مع ازدياد المدة التي يقضيها الطفل في الشارع، حيث يتعلم من الحياة في الشارع أن العنف هو لغة الحياة لتحصل على ماتريد. ويضيف سامح سعد مدرس، أن الحياة فى نظر طفل الشارع لعب وأخذ فقط دون الاهتمام بالمستقبل وهما الشيئان اللذان فشل في الحصول عليهما من أسرته التي دفعت به إلى الشارع رغما عنه وأطفال الشوارع تعودوا على التمثيل، لأنه إحدى وسائلهم الدفاعية ضد أي خطر يواجههم، أو حين يقبض عليه وهناك لدى أطفال الشوارع التشتت العاطفى وعدم التركيز فمستوى أطفال الشوارع الدراسي ضعيف جدًا، فمنهم من لم يلتحق بالتعليم ومنهم من يتسرب من الدراسة مبكرًا كما أنهم لا يستطيعون التركيز على أي حديث قد يكون طويلًا. أما محمود عبد العزيز مدير مركز الحرية لحقوق الإنسان بالقليوبية، فقال هناك أكثر من 3 ملايين طفل شوارع وفقًا لإحصائيات الحكومة والجهات الرسمية العاملة في مجال الأحداث في مصر والمجلس القومي للأمومة والطفولة وما يقرب 66% من أطفال الشوارع يتناولون بانتظام عقاقير خطرة و80% منهم معرضون لخطر العنف البدني من جانب مستخدميهم والمجتمع وحتى أقرانهم و70% منهم تسربوا من المدرسة، بينما لم يلتحق الباقون أصلا بها. وقال إنه تم عمل مسح من خلال فريق بالمركز كشف أن هناك عدة مواقع فى بنها وعددًا من مدن المحافظة وقراها ففى بنها يتمركزون فى مناطق الإشارة والفيومى والأهرام ومجمع المواقف ومنطقة التمثال والرياح التوفيقى وتنتشر ظاهرة عمالة الأطفال فى قرية كفر علوان، خاصة فى مجال فرز القمامة، كما هو الحال فى الخصوص التى تنتشر بها القمامة التى يتم جلبها لتغذية الخنازير، كما تنتشر فى شبرا الخيمة، خاصة فى ميدان المؤسسة وحول محطات مترو شبرا والزراعة ومجمع مواقف الزراعة وفى قليوب ينتشرون فى ميدان سيدى عواض وأغلب تجمعات الأطفال تكون في المناطق القريبة من المولات والأماكن التي يوجد بها مطاعم، مضيفا أن المسح كشف عن وجود 18موقعًا في القليوبية بها أعداد كبيرة جدا من أطفال الشوارع، منها الخانكة وأبوزعبل وشبرا الخيمة والقناطر وبنها.