يحتفل مركز مدارات للأبحاث والنشر، بتوقيع ومناقشة رواية «سراي نامة: الغازي والدرويش»، للكاتب محمد عبد القهار، في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم السبت المقبل، بمكتبة «أ» فرع كفر عبده. صدرت الرواية الأولى لصاحبها شهر يونيو الماضي، وتدور أحداثها في عصر الدولة العثمانية، في القرن ال17 وقتما استشرى الوهن في الدولة، وأحاطتها الأخطار من كل جانب. صفويون شيعة في الشرق يحاربون تحت راية الأئمة، وبولونيون في الغرب يرفعون الصليب، وسيرة الغزاة الأوائل تدنست بدسائس الحريم، تطاردها سيوف الإنكشارية، وتنكأ جروح شيوخ الإسلام. صمم غلاف الرواية الفنان التشكيلي عبد الرحمن نجم الدين، ومن أجواء «سراي نامة»: يا مولاي.. إنما السلطان من أعظم واجبات الدين، ومن أهم أمور المسلمين، لا قيام للدين والدنيا إلا بها، ولولاها لتعطلت شرائع الدين، واختل نظام المسلمين، بل نظام جميع العالم، وسبَّب ذلك فساد بني آدم. وفي مقطع آخر كتب عبد القهار: «لطالما كان الأخذ بثأر الحسين أنجح من القتال معه، أنظر.. هؤلاء قوم أقاموا دولة على نوح كربلاء وصفين، وحصدوا رؤوسًا لم تشهد أيًا من المشهدين.يبكون حسينهم وهم أول من قتلوه، يزعمون أننا جعلنا من أنفسنا أكاسرة على دم الحسين وهم يسجدون لكسرى آخر يأخذ لهم بثأره». صورت الرواية التاريخية مشاهد الحروب بشكل سينمائي، لدرجة تجعلك تشعر بقرع السيوف حولك، كما ركز التوصيف على التناقضات العملية والنفسية لدى أبطال الرواية، قادة تلك الحقبة، أو النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية. كما حققت الرواية المشاركة في معرض طرابلس الدولي للكتاب بليبيا، تفاعل كبير مع القارئ، ومن آراء المتابعين عنها: «عندما تقرأ سراي نامة تستشعر شيئين، أولاهما أن الكاتب واسع الثقافة وبذل مجهودًا وطالع العديد من الكتب، وغاص بحق في التاريخ ليخرج لنا بهذه الرواية، وثانيهما: أن الكاتب يمتلك حسًا أدبيًا عالياً وروحًا إسلامية أعلى. هي رواية تستحق القراءة، وتدعوك للبحث والقراءة في كتب أخرى»، «قام المؤلف كعادة المهندسين الأزلية، باختصار الرواية في ثلاثة مشاهد أولية افتتاحية، تدرك منها المغزى الأساسي الذي تدور حوله، وهو أن صورة الأعمال دون حقيقتها لن تؤدي إلى النتائج المرجوة».