تطل علينا هذا العام الذكري ال40 لانتصار قواتنا المسلحة الباسلة بحرب أكتوبر المجيدة، وباكتمال النصر يوم 24 أكتوبر، يكون الجيش قد قدم الكثير من الفدائيين الذين قدموا دماءهم وأرواحهم فداء للوطن. فقد شهدت معركة أكتوبر الكثير من قصص الأبطال والفدائيين الشجعان الذين رفضوا القهر والاستعباد، فكانت يد القبطي بيد أخيه المسلم فى مواجهة العدو الصهيونى عام 1973، وكانت صيحات"الله أكبر..الله أكبر" التى زلزلت حصون الصهاينة وحطمت معنوياتهم. ومن أعظم روايات الفداء والتضحية المعبرة عن الوحدة الوطنية للشعب المصري العظيم، ما سطره التاريخ عن الفدائي النقيب"عوني عازر"، والملازم أول "رجائي حتاتة"، في حرب أكتوبر المجيدة والتى يرويها محمود عواد قائد منظمة سيناء قائلا: "في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم 5 يونيو 1967، صدرت أوامر واجب التنفيذ لخروج زورقين من زوارق الطوربيد المصرية في مهمة استطلاعية فقط أمام شاطئ بورسعيد". وكانت تلك المهمة بقيادة النقيب "عوني أمير عازر"، والثاني بقيادة النقيب "ممدوح شمس"، وأثناء المهمة تم إبلاغهم بوجود وحدات بحرية إسرائيلية وتتكون من المدمرة "إيلات" وثلاثة لنشات طوربيد في المياه المصرية، وكانت الأوامر العليا بأن عليهم الاستطلاع فقط وعدم الاشتباك نهائيا. ولكن سرعان ما اكتشف العدو الإسرائيلي الغاشم وجود زورقين مصريين على شاطئ بورسعيد، وفي لحظتها تم إطلاق النار عليهما ، فتم تدمير إحدى الزوارق والذي كان بقيادة النقيب "ممدوح شمس". وأبى النقيب"عوني عازر" أن ينسحب بزورقه إلا عندما يأخذ بثأر أخيه الشهيد النقيب "ممدوح "، فأمر بتجهيز الصواريخ استعدادًا للاشتباك، ولكن العدو سارع بإطلاق النيران على الزورق مرة أخري، مما تسبب فى استشهاد عامل من أنابيب إطلاق الصواريخ. وفي الحال قرر النقيب "عوني عازر" القيام بعمل انتحاري فتوجه بزورقه في اتجاه المدمرة " إيلات" ليصطدم بها وبالفعل تم تفجيرها ونال النقيب"عوني" الاستشهاد مع رفيقه الملازم أول "رجائي حتاتة". وكانت قصة هذين الفدائيين والتى ضربت أروع الامثلة فى الفداء للوطن، أسهمت فى رفع معنويات رجال البحرية المصرية، واستبسالهم بالدفاع عن تراب مصر الغالى.