24 أكتوبر يوم لا ينسى في تاريخ المصريين وبالأخص أهالي مدينة السويس، الذي خلدت شجاعتهم ذكرى في أذهان كل المصريين، بعد أن اثبتوا شجاعتهم وبطولتهم أمام دبابات وطائرات العدو الإسرائيلي، التي حاولت أن تقتحم المدينة بعد نصر 6 أكتوبر العظيم، فأحرقها أبطال المقاومة الشعبية على مداخل مدينة السويس، لتكتمل بأيديهم فرحة النصر ويؤكدون أن مصر آمنة بشعبها وجيشها. فسجل التاريخ بطولاتهم لنقصها على مسامع أبنائنا جيل بعد جيل، ونخبرهم أنها قصة بطولة شعب لم يفرق بين مدني وجندي فرسم صورة جماعية تحمل في طياتها معاني الوحدة الوطنية. وعن ذلك قال "محمد الحفناوي" أستاذ الإسرائيليات القديمة والمعاصرة، تم تهجير معظم سكان مدينة السويس إلى خارج المحافظة منذ بدأت معارك حرب الاستنزاف عام 1968، ولذا لم يكن داخل المدينة عند نشوب حرب أكتوبر 73 سوى عدد قليل لا يتجاوز خمسة آلاف فرد كان معظمهم من الجهاز الحكومي ورجال الشرطة والدفاع المدني وموظفي وعمال شركات البترول والسماد بالزيتية. وجاء يوم 23 أكتوبر ليحمل في طياته إلى السويس أسوأ النذر فقد قامت الطائرات الإسرائيلية ظهر ذلك اليوم بغارات وحشية على شركة النصر للأسمدة مما أشعل الحرائق في كثير من أقسامها وأصاب القصف الجوى أيضا عدد من المباني، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية لم تكتف بالحصار البري الذي فرضته على السويس بقطع كل الطرق المؤدية إليها ولا بالحصار البحري بقطع الطريق المائي المؤدي إلى الخليج والبحر الأحمر؛ بل عمدت إلى توجيه أقسى أساليب الحرب النفسية ضد سكان السويس، ولكن شجاعة أهالي السويس وتعاونهم مع الجيش جعل هناك روحا من الشجاعة أوصلت إلى انتصار مصري. وأكد أن نصر يوم 24 أكتوبر سيظل ذكرى في أذهان جميع المصريين ويجب أن يكرم أهالي السويس، على هذا الانتصار العظيم، في حين أن يوم 24 أكتوبر يمثل يوما أسودا في التاريخ الإسرائيلي ومازال ذلك اليوم بالنسبة لهم يوم تأبيني في المدارس، حيث يقف الطلاب وقفات تسمى "هيوم كبوت" أشبه بالحداد على ضحايا جنودهم. ومن جانبه قال "هاني محمد مصطفى" أستاذ الشئون الفلسطينية والإسرائيلية المعاصرة بمركز البحوث العامة الفلسطينية والإسرائيلية، إن أبناء السويس أثبتوا بطولاتهم بالمقاومة الشعبية مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة، مشيرًا إلى أنه بجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية، أمكن هزيمة قوات العدو التي تمكنت من دخول المدينة، وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى، وظلت الدبابات الإسرائيلية المدمرة في الطريق الرئيسي المؤدي إلى داخل المدينة شاهدًا على فشل القوات الإسرائيلية في اقتحام المدينة والاستيلاء عليها. وأضاف أن قوات الجيش قامت بدور فدائي للقوات الإسرائيلية التي حاولت احتلال المدينة عبر ثلاث محاور: المثلث – الزيتية – الجناين. وذلك بعد قصف المدينة بالطائرات والمدفعية الثقيلة، ولكن عزيمة الأبطال يتقدمهم أعضاء منظمة سيناء العربية الفدائية من شباب السويس حطمت غرور العدو أمام قسم شرطة الأربعين وسينما رويال ومزلقان الأربعين البراجيلي، وألحقت به خسائر فادحة، ليظل علم مصر مرفوعاً خفاقاً. وأوضح أن ذلك اليوم يعتبر من أسوء الأيام لدى إسرائيل، لأن هزيمتهم لم تكن من الجيش فقط، وإنما كانت من الشعب وإرادته الذي تصدر لهجمات الإسرائيلية ليسطر التاريخ الوطني. في إطار متصل أكد "سيد العدوي" أستاذ الإسرائيليات في كلية الآداب جامعة القاهرة، أن يوم مقاومة أهل السويس يعتبر يوم "منحوس" لدى الشعب الإسرائيلي وقياداته من الجيش، لأنه هزم على يد الجماهير المصرية في السويس، حيث حاول الإسرائيليين دخول ثغرة "الدافرسوار" ولولا تلاحم الجيش والشرطة والشعب لما حدث هذا الانتصار العظيم وكانت إسرائيل استولت على جزء كبير من السويس. وأضاف أن الدبابات والمعدات الإسرائيلية التي تحطمت، أصابت الجيش الإسرائيلي بحالة من الهلع والفزع، جعلتهم يفقدون الثقة في أنفسهم وفي قدراتهم على الحرب، مشيرًا إلى أنه على إسرائيل إدراك أن هذا هو يوم النكسة الحقيقي لهم. وأكد إن الحكومة الحالية عليها إقامة احتفالية خاصة لأهالي السويس، لأنهم شاركوا الجيش والشعب في الانتصار العظيم يوم المقاومة المصري.