شن الشاعر والناقد "شعبان يوسف" هجومًا عنيفًا علي اتحاد الكتاب ورئيسه محمد سلماوي- المتحدث الإعلامي باسم لجنة الخمسين، وذلك بسبب موقف الاتحاد من قضايا حرية الرأي والتعبير، وتخاذله في الدفاع عن القاص كرم صابر، والذي مثل أمس الثلاثاء أمام محكمة جنح ببا ببني سويف لمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان وسب الذات الإلهية في مجموعته القصصية "أين الله". وأضاف "يوسف" خلال الندوة التي عقدت مساء أمس- الاثنين، بورشة الزيتون، للتضامن مع "صابر"، أن اتحاد الكتاب له تاريخ غير مشرف ودنيء في قضايا الحريات والدفاع عن المبدعين والمثقفين، فعلي مدار تاريخه لم يدافع الاتحاد عن أي كاتب أو مبدع، بل يتنصل من أعضائه، ونتذكر جيدا تنصله من عضوية الكاتب صلاح الدين محسن، الذي يعيش في كندا الآن، فالاتحاد يكتفي بتنظيم المسيرات الوهمية إلي ميدان التحرير، ويناضل من أجل جوائز مزيفة. كما أدان "يوسف"، كل المؤسسات الثقافية التي يراها تنصلت هي الأخري من كرم صابر، والذي حكم عليه غيابيًا في شهر أبريل عام 2011 بالسجن 5 سنوات، مشيرًا إلي أن القضية ليست قضية "كرم صابر" بل هي قضيتنا جميعًا، وقضية الحرية المهددة. وفي حديثه عن المجموعة القصصية "أين الله"، التي اتهمت بالسب في الذات الآلهية، قال "يوسف": إنها تنقل الواقع كما هو وتتحدث عن المقهورين والمطحونين الذين يدعون الرب بالوقوف بجانبهم، لافتا إلي أن المجموعة انتهت بجملة تؤكد شدة إيمان الكاتب، وهي "لأنني مؤمن بك أدعوك". وفي ختام مداخلته، أكد شعبان يوسف، أن الحكم جائر وظالم وعار في حق المثقفين، الذين اكتفوا بالتضامن مع صابر عن طريق الفيس بوك. وأضاف الناشط الثقافي "طه عبدالمنعم"، أن موقف الجماعة الثقافية من التهمة والحكم الظالم الذي صدر في حق كرم صابر، موقف مخزي، مشيرًا إلي أن وجوده خارج الشبكة الثقافية، جعلهم ينفضون من حوله، لأنه ليس من محبي الشلل والتربيطات، وذكر "عبدالمنعم"، أنه قام بالإتصال بالكثير من الكتاب والمثقفين للتضامن مع صابر مثل "سلماوي، علاء عبدالهادي" إلا أنهم لم يفعلوا شيئ يذكر. وأكد الكاتب والروائي روبير الفارس، أن الأسئلة التي طرحها "صابر" في مجموعته، هي أسئلة مشروعة وحاضرة في التراث الثقافي ، وكل ما في الأمر، أن الكاتب وضعها في قالب قصصي ، مستشهدًا ببعض الأعمال الأدبية لكبار المبدعين والتي طرحت نفس الأسئلة التي طرحها صابر في " أين الله" ومن بين هذه الأعمال " نائب عزرائيل، وأرني الله لتوفيق الحكيم، وأيضا حديث مع الروح"؛ وأضاف "روبير"، أن هذه الأسئلة أسهل وأبسط بكثير مما طرح في سفر المزامير مثلًا، فمن بين الأسئلة التي طرحت في هذا السفر " لماذا تنجح طرق الأشرار، ولماذا يارب تختفي في أزمنة الضيق".