كل عام وانتم بخير … الكل استقبل العيد هذا العام بطابع مختلف … ما بين ترقب .. وما بين ارهاق … وما بين امانٍ … و ما بين ندم … وما بين غضب … مشاعر مختلفة اختلطت فى قلوب الجالسين على نفس الحصيرة ليرددوا تكبيرات العيد فى فجر الأضحى المبارك … تنظر الى الوجه فترى فى عيونهم تلك النظرات المتسائلة … "يا ترى انت معانا و الا مع التانيين" … فلا تعلم من انت و من هم التانيين … تلك النظرة تخبرك انك اقرب للعدو من الصديق الى ان يثبت العكس … جلس الجميع يرددون فى آلية تامة تكبيرات العيد الجميلة … و جلس من حولنا اطفالنا و اولادنا بشوشين .. فرحين .. غير عابئين بكل تلك الانقسامات السياسية التى فرقت الجموع رقم تجمعهم … و لفت انتباهى بشدة هذا العام … طابع معين على الرغم من انه يتكرر فى كل عام منذ ان بدأت اعى حضور صلاة العيد … ورغم اختلاف المساجد و الجوامع الا ان ذات الطابع كان متكررا … كان الجميع يردد تكبيرات العيد خارج المسجد الممتلئ عن أخره … يرددونها وراء صوت المذياع الجهور وكأنه "مرشدهم" … وفى اللحظات التى تنتقل فيها "الحديدة" من يد احد مرددين التكبيرات الجالسين فى الحلقة .. "اولئك الذين يدخلون المسجد قبل صلاة العيد بساعات حتى لاظنهم قابعون فيه منذ يوم الوقفة" … فى تلك اللحظات القليلة التى يتخللها الصمت … تجد ذلك الطابع الغريب المريب الذى يدل على الكثير … هدوء فى نبرة التكبيرات التى نرددها .. ثم المزيد من الهدوء … ثم خفوت … حتى يكاد يصل الى درجة الصمت … لا يقطعه سوى وصول "الميكروفون" الى يد التالى فى حلقة التكبير … وكأنه هاجم علينا … فيتبعه الجالسون فى حماسة بصوت عال من جديد … ويبدأ صوت التكبيرات فى الارتفاع من جديد … الى وقت انتقال الميكروفون مرة اخرى من يد الى يد … فتجد نفس الطابع يتردد … خمول .. هدوء … شبه "ضياع" نحن امة بكل تأكيد تبحث عن "قائد" … و لا تلتفت او تهتم بصناعة "المنظومة" … نحن نحتاج الى "فرد" … ولا نلق بالا للمجموعات … و تلك أفة امة كاملة … فى الخارج .. نجحت الامم التى نطلق عليها "متحضرة" فى الوصول الى قوة "المنظومة" … و فعالية "المجموعة" … و عدم الانهيار وقت سقوط "الفرد" او "القائد" اى كان اسمه … بينما نحن ما زلنا على نفس الوتيرة حتى بعد قيام الثورة … "ولما مبارك يمشى حنجيب مين ؟؟ طب لما طنطاوى يمشى مين حيمسك البلد ؟؟ طب افتكر مرسى مشى نسيب البلد كدة من غير رئيس ؟؟؟ هو احنا عندنا دلوفتى غير السيسي ؟؟ " نفس الجملة و نفس الافة و نفس "التلكيكة" التى اثبتت فشلها يوما بعد يوم … نحن نحتاج بشدة الى تغيير تام فى ثقافة التعايش و البناء المجتمعى … نحن نحتاج الى من لا يقودنا .. بل نحتاج الى من لا يتعدى دوره فردا فى المنظومة … وهذا ليس بناء شخص وان كان "سوبرمان" هذا العصر … ولكن يجب ان يكون هذا دور "المجموعة" .. دور " الشعب" .. دور "القادة المجتمعين على اعمار مصر" … دور "الحكومة" من فضلك امنع الضحك … دور "الشباب" بالتكاتف مع "الخبرات" .. بدون وصاية من احد على الاخر … وضع النظام ان لم يكن بوجود الجميع … ومشاركته … لن يصبح نظاما … نحن نتمنى ان نتخلص قريبا من جملة "وها أنا افعل" … ليحل محلها " وها نحن فاعلون" … لنتخلص جميعا من منظومة "الفرد الوحيد" … التى اصبحت ملازمة لنا حتى فى "تكبيرات العيد" للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك http://facebook.com/sherif.asaad1