لم يعرف الشعب المصري أن هناك ممن حكموا مصر ولم يكونوا على مستوى حكم مصر سوى إثنين فقط: حاكم من العصر المملوكى.. وحاكم من العصر الحديث الذى نحيا فيه الأن. قد يكون هناك بينهم أوجه شبه كبيرة فمابين التنصيب والعزل مساحات بينهم متوافقة. لذلك فالتاريخ تدور عجلته ليتوقف لحظات ننظر فى ماضية لنقارن ما بين الماضى والحاضر . وإذا نظرنا فى الماضى لنخبر الشعب بحقيقته التى دائما ما يتجاهلها أو أنه نسى أن يقرأ تاريخه ليتعلم منه وكما يقول المثل(من ليس له ماضى ليس له حاضر). لذلك إذا نسينا ماضينا فكيف ياشعب سيكون لنا مستقبل بالرغم من أننا الآن نحيا ودائما ما نتشدق بهذا الماضى دون إضافة شيئ منه فى هذا المستقبل ؟ فبعد قتل السلطان عز الدين أيبك حاكم مصر تم تنصيب ابنه نور الدين على بن أيبك وكان الشعب فى ذلك الوقت وخاصة غير الدارس للتاريخ لم يعرف أن السلطان ايبك كان له أولاد من زوجته الأولى حتى أنه لا يعرف أيضا أنه متزوج قبل شجرة الدر ولكن جاء الكاتب أحمد بكاثير ليبين لنا أن عز الدين أيبك كانت له زوجه أولى وكان قد أنجب منها ليس ولد واحد ولكن كان له ولدان وهما نور الدين..وقاقان الولد الثانى ولكن لم نعرف سوى نور الدين أو كما كان فى القصة التى تحولت لفيلم بعنوان (وإسلاماه)المنصور هو نور الدين وكما شاهدنا هذا المنصور فى الفيلم بأن به خلل عقلى وخاصة عندما قال فى مشهد مع قطز(انت أكلت الحصان..ليه أكلت الحصان..أبويا..أبويا.إفتحلى بطنه ياأبويا)هنا أدرك الشعب أن هذا المنصور (أهبل) . وقد كان هذا الأهبل الذى لم يتعد الخامسة عشر من عمره يحكم مصر لمدة سنتين ونصف والذى ساعده فى الوصول لهذا الحكم هو قائد مماليك أبيه قظزأى أن المنصور قد حكم مصر بمساعدة العسكر فى ذلك الوقت بالرغم من وجود هجمة شرسة من المماليك على هذا التنصيب ولكن كان للقائد العسكرى وقفة وهى (الشرعية) فى أن يتولى أبناء أيبك المقتول الحكم على أن يكون قظر واصيا على العرش بجانب أمه. ولكن كيف لحاكم لا يتمتع بصلاحيات عقلية فى أن يدير شئون مصر فى ظل صراعات وأطماع إقليمية وعالمية لإحتلال مصر. فقد خرج حاكم سوريا لإحتلال مصر ولكن قظر وجيشه المملوكى دحرة . وفى المقابل كان جيش التتار يطيح بالممالك فى إيران والعراق فكانت أنهار الدماء تسيل فى المدن العربية. والمنصور لا يعى شيئ إلا( ركوب الحمير وتربية الحمام وصراع الديوك) هكذا كان حاكم مصر والذى لم يذكره التاريخ حيث لا إنجازات تذكر له. فما كان من قظر ومع حالة مصر الرثة نتيجه هذا الحكم الضعيف إلا أن قام بعزل (المنصور من الحكم) وتم إقتياده وأمه للسجن تحت الإقامة الجبرية. وكثرت الروايات منهم من قال ان المنصور إستنصر وسمى بإسم ميخائيل ومنهم من قال انه مات فى السجن.. عامان ونصف ذهبوا هباء من عمر مصر نتيجه حاكم لم يقدر أهمية مصر وسقطوا من التاريخ..ثم كان النصر على يد السلطان قظر ودحر التتار للأبد وانقذ مصر من ويلات لا يعلمها إلا الله. هذا الماضى قد تكرر مرة أخرى فى المستقبل ومع حكم مرسى العياط الذى حكم مصر لمدة عام بعد أن عبد له المجلس العسكرى الطريق وهو يعلم أنه لا يصلح لحكم مصر ولكن الخوف على مصر بعد تهديدهم بحرقها جعلهم يسلمون بذلك وهم يعلمون أن حكم مصر أصبح ليس فى يد مصرى ولكن فى يد تنظيم دولى ثم بعد ذلك شرعية الصندوق كل ذلك تكاتف على كاهل الشعب المصرى. ثم خرجت تقارير تعلن عن إصابة مرسى بإصابة بالعقل وتم العلاج منها مع وجود تبعات على عقله جراء تلك الإصابة إلا أن الكل تغاضى عنها. ومع حكم عام على عرش مصر لم نر من هذا الحكم إلا إحتلال مصر من قبل جماعات إرهابية ومع الإفراج عن القتلة والمجرمين أصبحت مصر مرتعا لكل من هب ودب ولكن كل هذا من أجل تدعيم الحكم ولإرهاب الشعب . لذلك فإن تدعيم كرسى العرش لمرسى تطلب منه أن يحيك مؤامرة بتدمير مصر شعر بها الصغير قبل الكبير ألا وهى تقسيم مصر والتنازل عن بعض الأراضى لكل من السودان وإسرائيل وأصبحت الحدود حلما يراود الأعداء فى إقتناصه. الكل شاهد خطب مرسى فقد كانت بحق(دونت ميكس) سجع صاحبه تهديد ضعف يصاحبه تقويض دور مصر. فكان المنحدر الذى تعيش فيه مصر فى خلال عام من الحكم قد وصل لنهايته . فلم يكن خفيا على الشعب أن مصر بتاريخها أصبحت تسير فى طريق اللاعودة حتى قام الشعب وبمساعدة الجيش وقائده الوصى على هذا الحكم انقاذ البلاد من عواقب جسيمة مشاهدها رأيناها فى أفغانستان..والعراق..وسوريا. فما كان إلا أن سيق مرسى وأتباعه إلى السجن جراء ماإقترفوه فى حق مصر والمصريين… وهكذا سقط من عمر مصر عام أخر لن يقف التاريخ أمام حاكمه مرسى كثيرا.. ولكن سيذكر التاريخ كثيرا من الأحداث التى مرت بها مصر فى خلال هذا العام… عاشت مصر حرة قوية مستقلة (المنصور…قظز)……….(مرسى…السيسى)