رغم الأزمة التي تعيشها فرنسا خلال الأيام الأخيرة بسبب التظاهرات الشديدة لمعارضي زواج المثليين وإضراب طلاب الثانوية العامة، إلا أن العديد من الصحف اليوم اهتمت بالدور الذي يلعبه الفريق عبد الفتاح السيسي والتطورات الأخيرة في مصر. ونبدأها من المجلة الفرنسية " فالورز أكتول " التي أشارت إلى أن رجل مصر القوي عبد الفتاح السيسي قبل أن يتم توليته منصب القائد العام للقوات المسلحة كان يعمل رئيسا للمخابرات العسكرية، موضحة أن ذلك ساعده على معرفة ما تخفيه كل الجماعات التيارات الموجودة في مصر. وتابعت المجلة بأن ذلك أتاح له أيضا الاستفادة من الحرب الأهلية الدامية في سوريا حتى يتخلص من الإخوان المسلمين خوفا من تكرار نفس المصير في مصر، دون أن يثير بقوة امتعاض الغرب ضده. وبينت المجلة أن ما يقوم به الفريق السيسي من استعادة أمن البلد هو أمر أساسي لعودة الاقتصاد المصري إلى مساره الطبيعي وكذلك عودة السياحة التي كانت تشكل حوال 15% من دخل الموازنة العامة. فمن جانبها، تطرق صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية إلى شعبية الفريق عبد الفتاح السيسي في مقال مطول تحت عنوان " حينما تنتشر فوبيا السيسي في كل أرجاء القاهرة " موضحة أن الفريق السيسي أصبح وبشكل فعلي أفيون الشعب المصري. وتابعت الصحيفة في هذا المقال أن الفريق عبد الفتاح السيسي أصبح داخل كل تفاصيل حياة الشعب المصري، فبعد أن شكلت صورة على قطع الشوكلاته أصبحنا نرى صوره أيضاً على أكواب المياه والتيشرتات، كل هذه الصور تدعوه للترشح للانتخابات المقبلة والمتوقعة في بداية العام المقبل. وتابعت الصحيفة بأن هذا التطور الجديد في حياة المصريين أصبحت ظاهرة عامة لا يمكن تجاهلها، فالفريق السيسي أصبح موجودا في كل مكان، فعلى المديليات وعلى صور تباع في الطرقات ويقبل على شرائها الكثير من المصريين. وبينت الصحيفة الفرنسية أنه رغم تلك الشعبية الجارفة، إلا أن الفريق السيسي يحافظ على موقفه الغامض بعناية، والذي سبق وأن أوضح أنه لم يكن لديه مسبقا أي طموح سياسي، لكنه أشار مؤخرا إلى أن " الله هو من سيقرر ". وتابعت الصحيفة بأن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فهناك أيضاً حملات جمع التوقيعات لترشيح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة، منهم حملة تقول إنها استطاعت جمع 6 ملايين توقيع. وأشارت "لو فيجارو" إلى أن صور الفريق السيسي والملصقات المعروضة إلى جانب صور الرئيس السابق جمال عبد الناصر أيقظت مرة أخرى الحس الوطني لدى المصريين، فهو الذي يقاتل الإرهابيين في سيناء الذين تقربوا إليهم الإخوان خلال عام حكمهم. واختتمت الصحيفة بالقول إن السيسي هو " البطل في نظر المصريين من بين كل رجال السياسة الموجودين على الساحة الآن، حيث عمرو موسى غير المحبوب من قبل الشباب.