قال موقع المنار اللبنانى إن الايرانيين يدركون اليوم، أنهم بموقع قوة بعد فشل المتآمرين على سوريا في إسقاط النظام او تنحية الرئيس بشار الأسد، حيث تشهد الساحة السورية صراعاً بين الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة لاسيما بين ما يُسمى ب"الجيش الحر" المحسوب على تركيا وألوية إسلامية يشغلها جهاز الاستخبارات السعودي، وهو صراع يترجم التناحر التركي-القطري من جهة والسعودي من جهة أخرى. وأضاف "مير حسين موسوي" وهو سياسى إيرانى للمنار إن الصراع بين فصائل المعارضة في سوريا مستميت، والمعارك بينهم أشرس من تلك التي خاضوها مع جنود الجيش السوري، وأضاف أن الصراع العسكري يحتدم اليوم حول من سيمثل المعارضة في أي تسوية مقبلة، بعد سيطرة السعودية على الائتلاف السوري برئاسة "رجل المملكة" أحمد الجربا له، وإبعاد معاذ الخطيب المحسوب على قطر. فبندر بن سلطان يعتقد أنه كلما تمكن من سحق "الجيش الحر" ووضع يده على المنافذ التي تصل الأراضي السورية بتركيا والعراق والأردن، كلما ثبّت مكاناً له في المفاوضات. وتابع الموقع أن استعار المعارك على الأرض وسيطرة الألوية الإسلامية (داعش، جيس الاسلام، لواء التوحيد، جبهة النصرة..)، تؤكدها معلومات سابقة كشف عنها الكاتب البريطاني روبرت فيسك، فكتب عن محادثات أجراها عناصر من "الحر" مع مسئول رفيع من الدائرة المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد، تقضي بأنه يمكن أن يكون هناك مفاوضات بين الحكومة والجيش الحر الذي يؤمن بالحل السوري للحرب، وأعقبت هذه المعلومات أخبار تواترت عن تسليم عدد من عناصر"الحر" أنفسهم للجيش السوري ومؤخرا لفصائل مسلحة كردية تقاتل ضد ألوية إسلامية. وأضاف الموقع أن الصراع المستميت اليوم، يأتي بعد فشل كلا المحورين في تنفيذ ما رفعوه من شعار في حربهم المحمومة ضد سوريا، فلا الجيش السوري انهار ولا الرئيس الأسد تنحى، ولا حتى سوريا الدولة أعلنت طلاقها الممانعة وانفصالها عن خيار المقاومة، متابعا فمن سيدفع اليوم ثمن فشل مشروع إسقاط سوريا؟ يُقال إن الانخراط السعودي في الأزمة السورية أتى لتعزيز نفوذ جناح من أجنحة الجيل الثاني المتصارعة بهدوء على السلطة وتحديدا جناح أبناء الأمير سلطان بن عبد العزيز. وقال الموقع فكان إن دوامة العنف امتدت من سوريا إلى العراق ولبنان، للضغط على حلفاء سوريا، بغية تعديل موازين القوة بعد حديث امتد لفترة طويلة عن النية في حسم المعركة، كما أن فشل المشروع سيدفع ثمنه صقور الأزمة في السعودية وأبناء الأمير سلطان تحديدا الممسكون بالجيش والاستخبارات، لصالح الجناحين المتبقين من أبناء الملك عبد الله والأمير نايف، ويراهن الإيرانيون على تغييرات في المملكة بعد تنحي بندر بن سلطان ووزير الخارجية سعود الفيصل -الذي يصفه الإيرانيون بالمتشدد.