صدر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب (نبي الحب والسلام) للكاتب الصحفي فتحي الإبياري، ويتناول الكتاب مواقف الحب والسلام في السيرة النبوية الشريفة. ويذكر الكاتب أن الإنسان في كل لحظة من لحظات الحياة، في أشد الحاجة إلى نبع من ينابيع الحب والحنان والسلام لكى يرتشف منها معنى الحب والسلام، وكيف كان الصحابة يتعلمون من معلمهم وقدوتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الحب والسماح, فالسيرة النبوية الشريفة مليئة بمواقف الحب الذي نعيشه كلاما ونفتقد معناه هذه الأيام فما أرخص الحب إذا كان كلاما , وما أغلاه إذا كان قدوة وفعلا لقد قام الرسول مجتمعًا متحابا في الله، بعد أن اقتلع من النفوس همسات الحقد ونزعات البغض والكراهية وأصبحت القلوب شغلها الشاغل هو الحمد والتسبيح والثناء عليه وتمجيده, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "دب إليكم داء الأمم قبلكم ..البغضاء والحسدهى الحالقة ,ليس حالقة الشعر ,ولكن حالقة الدين والذى نفسى بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا , ألا أنبكم بما يثبت ذلك ..أفشوا لسلام بينكم"ففى هذا لحديث ربط الحبيب عليه الصلاة والسلام الإيمان بأسمى عاطفة كما بين لهم مقام المتحابين عند ربهم ومدى ماينعمون به من أمن وأمان يوم لقائه. ويضيف الإبياري أن إنسانية الرسول تبلغ أوج سموها، حين يقدر حداثة سن السيدة عائشة – رضي الله عنها – وميلها إلى التسلية واللعب فيرسل إليها بنات الأنصار تارة يمرحن معها وتارة يدعوها إلى مشاهدة صبيان الحبشة، وهم يلعبون بحرابهم في المسجد، فيسترها بردائه ويقيمها خلفه، وهذا إن دل فيدل على قمة الإنسانية والمحبة, فمن التعاليم المحمدية أن المرء لا يكون إنسانا كاملا وحرا طليقا إلا إذا تحرر من عبودية خمس صفات وهى الشهوة والغضب والطمع والتملك والغرور . كما يتعرض الكاتب إلى بعض من الشبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم والرد عليها مثل لماذا يتفرق المسلمون رغم دعوة الإسلام إلى الوحدة والتماسك؟!، تعدد زوجات النبي محمد صلى عليه وسلم ..لماذا؟ هل انتشر الإسلام بحد السيف؟، كل هذه التساؤلات يتناولها الكاتب بالأدلة والدراسة مع عرض مبسط لأراء بعض المستشرقين وإشادتهم بالدين الإسلامي مع توضيح الرؤية الإسلامية المستقبلية لتصحيح الصورة الغربية للإسلام، بأن الإسلام انتشر بالحب وليس بحد السيف كما كان يعتقد الغرب, فبدون الحب لا يقوم نظام ولا يستقيم حكم ولا يستقر عدل ولا تنتظم أسرة ولا يرتفع مجتمع ولا ترتقي أمة. أخبار مصر- البديل