علّقت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم، على قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإلغاء زيارته التي كان من المُقرّر أن يقوم بها إلى آسيا لمدة أسبوع بسبب الإغلاق الجزئي الذي تشهده الخدمات الحكومية الأمريكية لأول مرة منذُ 17 عامًا، قائلة إن هذا الإجراء يُثير تساؤلات حول علاقة الإدارة الأمريكية ومستقبلها مع المحور الآسيوي. ويأتي هذا الإجراء في أعقاب الخطاب الذي ألقاه أوباما في الأممالمتحدة الأسبوع الماضي والذي أكّد خلاله أن الولاياتالمتحدة لم ولن تقلل محور اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط في أي وقت، بما يؤكد وجهة نظر العديد من الخبراء الآسيويين حول تعرّض العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية الأمريكية – الآسيوية للخطر. ومن جانبه، رأى نائب رئيس معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية،" مايكل جرين" أن "خطاب أوباما هذا يُنذر بأن العلاقات الأمريكية الآسيوية قد فقدت بريقها وسحرها"، فى حين رأى آخرون أن خطاب أوباما في الأممالمتحدة لا يًثير مخاوف في آسيا وحسب وإنما يُهدّد مكانة أمريكا في المنطقة ككل نتيجة الاضطرابات السياسية في واشنطن. واتفق معه الباحث الأمريكي في معهد بروكينجز الأمريكي – كين ليبرثال- قائلًا إن "المشكلة الحقيقية لا تكمن في الشرق الأوسط في حد ذاته، وإنما في الضعف السياسي الذي تعاني منه الحكومة الأمريكية وما يمكن أن يؤول إليه الوضع في المنطقة نتيجة هذا الضعف". وأضاف"ليبرثال" قائلًا إن تعطّل بعض الخدمات الحكومية الأمريكية قد أثار تكهّنات بشأن إمكانية تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في آسيا إلى جانب ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة، ومن ثمّ فالسؤال الأهم في الوقت الراهن يتمحور حول كيفية إعادة التوازن إلى آسيا في ظل ما تتعرض له الحكومة الأمريكية. وكان البيت الأبيض قد أعلن الأربعاء الماضي عن إلغاء أوباما زيارة كل من ماليزيا والفلبين خلال الجولة التي كان من المُقرّر القيام بها هناك، ثم أعلن بعد ذلك الخميس الماضي عن قرار أوباما بالتخلّي عن التعاون الاقتصادي الآسيوي من خلال إلغاء مشاركته في قمة "إبيك" في إندونيسيا وقمة شرق آسيا في بروناى. ويرى بعض المُحلّلين أن وجود ممثلين أمريكيين رفيعي المستوى في مثل هذه الاجتماعات أمر بالغ الأهمية وإن كان لا يعنى أنهم يمكن أن يحلّوا مكان الرئيس أوباما، فبالرغم من كونهم يعملون على إعادة التوازن بين العلاقات الأمريكية – الآسيوية إلا أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن هذه العلاقات قد تضرّرت، ويستشهدون على ذلك بأن هناك ممثلين للرئيس الأمريكي استطاعوا بالفعل العمل على توازن العلاقات الأمريكية الآسيوية في النواحي الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية كمستشار الرئيس السابق للأمن القومي "توم دونيلون" على عكس المستشارة الحالية "سوزان رايس" التي لم تتعامل بشكل مُثمر مع آسيا – على حد قولهم. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى ما لفت إليه بعض الخبراء الآسيويين حول قيام وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هاجل"بالترويج لما يسمى ب"دبلوماسية الدفاع" وقت الإعلان عن جولة أوباما التي تم إلغاؤها لآسيا، وهذا المفهوم يشير إلى تشجيع التعاون متعدد الأطراف مع الآسيويين، لافتين إلى أن الإدارة الأمريكية لم تكن متفرّغة لبحث العلاقات الآسيوية في ظل انشغالها بالأوضاع في مصر وسوريا.